قالت جريدة “لوجورنال دو ديمونش* الفرنسية إن استقالة عبد الله باتيلي من رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جاءت بعد وصوله إلى قناعة باستحالة التوفيق بين الأطراف المتنافسة على السلطة.
الجريدة الفرنسية في تقرير لها أشارت إلى خروج باتيلي عن السلاسة المعتادة التي يُعرف عن الدبلوماسيين إظهارها، بعدما صرح أن التصميم الأناني للقادة الحاليين في الحفاظ على الوضع الراهن من خلال مناورات وتكتيكات المماطلة، على حساب الشعب الليبي يجب أن يتوقف.
وكشفت الصحيفة عن استحالة إيجاد حل تفاوضي للصراع المستمر منذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في أكتوبر 2011، أقنعت بالفعل سابقه غسان سلامة بالانسحاب في مارس 2020 لأسباب صحية، وهو ما جرى أيضا مع يان كوبيس في نوفمبر 2021. وإجمالا، حاول ما لا يقل عن ثمانية مبعوثين للأمم المتحدة عبثا حل هذه القضية الشائكة منذ العام 2011.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه يلي رحيله فترة ولاية ستيفاني خوري، مساعدة عبد الله باتيلي للشؤون السياسية، إذ لن تشهد الدبلوماسية الأمريكية طرح اسمها للتصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتكون خليفة باتيلي، والذي من الممكن أن يكون سلبيا للغاية؛ بسبب الفيتو الروسي.
ونقلت الصحيفة عن الباحث المشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “ديفيد ريجوليت روز” قوله, إن الوضع الحالي يعكس مأزقًا كان من المفترض أن تكون خبرة عبدالله باتيلي وإفريقيته في صالحه، لكن من الواضح أنها لم تكن كافية لإثارة الرأي العام حيث تنتصر المصلحة الخاصة.
وأوضح “ريجوليت روز” أن مفهوم الدولة في حد ذاته يطرح مشكلة في ليبيا، فقد تبنى شخص القذافي دولة الجماهير لفترة طويلة، ومع ذلك، يضيف رئيس تحرير مجلة التوجهات الاستراتيجية، أن طرابلس تتطلع نحو المغرب العربي، وبرقة نحو المشرق، وفزان نحو الساحل.