Menu
in

إثر تقديم استقالته.. هل كان “باتيلي” سببا في جمود العملية السياسية في ليبيا؟

أثارت استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي من منصبه، موجة من الردود والتوقعات بشأن عمل البعثة الأممية في المدة القادمة، وتقييم ولاية باتيلي السابقة على حد سواء.
وبينما وصف كثيرون إحاطة باتيلي الأخير بمجلس الأمن بفتح النار على الأطراف السياسية، لم يتردد كثيرون من تحميل الرجل مسؤولية جمود الأوضاع السياسية ومراوحتها مكانها حتى الآن.

وعقب إحاطته الأخيرة بمجلس الأمن، أعلن باتيلي تقديم استقالته من منصبه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الاثنين الموافق 15 أبريل.

أسوأ وظيفة
ووصف باتيلي وظيفة المبعوث الأممي إلى ليبيا بأنها أسوأ وظيفة في العالم، وفقا لما ذكره الموقع الإخباري الفرنسي “جون أفريك”، الذي أكد قبول “غوتيريش” استقالة “باتيلي” على مضض.

وفشل باتيلي وفقا لمراقبين في حلحلة الأزمة الليبية رغم كثرة مبادراته التي قدمها منذ توليه مهام منصبه في سبتمبر 2022.

دون أثر
وأثارت استقالة باتيلي المفاجئة وما حملته إحاطته الأخيرة في مجلس الامن عن الأوضاع في ليبيا، ردود فعل مختلفة من المهتمين بالشأن العام، إذ وصف رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان ولاية باتيلي بالضعف.
ووفقا لصوان، فقد نجح باتيلي في تجميد المشهد السياسي إلى حين، مشيرا إلى أنه قد خرج من منصبه دون أي أثر، بينما يدفع الليبيون ثمن فشله واستمرار أزمتهم.

جرّ إلى الوراء

وفي السياق ذاته، يرى الكاتب الصحفي علي أبو زيد أن استقالة باتيلي جاءت في سياق إعادة تفعيل دور البعثة الأممية من خلال قيادة سياسية جديدة تمثلها ستيفاني خوري، وذلك بعد أن جرّ باتيلي العملية السياسية إلى الوراء، مصرا على المراوحة بدعوى عدم توافق الأطراف مع البطء الشديد في التحرك، والتصور غير الناضج للأزمة.

أبوزيد توقع وجود إجماع دولي على أهمية وجود حكومة جديدة تقود البلاد نحو الانتخابات، معربا عن أمله أن تتمكن خوري من قيادة البعثة الأممية بعيداً عن السلوك الذي قادها به باتيلي.

أمر متوقع

ومن جهته، أشار المحلل السياسي موسى تيهوساي إلى أن الفشل الذي ختم به باتيلي عمله مبعوثا أمميا لليبيا أمر متوقع، إذ أن تعيينه جاء لتسيير البعثة الأممية فحسب، وليس لإيجاد حل، فقد كانت القوي المتصارعة في مجلس الأمن تحتاج إلى تجميد الوضع في ليبيا بسبب احتدام الصراعات بينها في أماكن أخرى مثل أوكرانيا

تيهوساي أكد، في تصريح للرائد، أن الاستقالة المفاجئة للرجل لا تخلو من دلالات ومؤشرات خطيرة، منها ارتفاع حدة الصراع الغربي الروسي في إفريقيا، ما قد يؤدي إلى اشتعال حرب بالوكالة في المنطقة ومحاولة أمريكية لتحجيم النفوذ الروسي المتزايد متوقعا إجراءات وتدابير أمريكية حازمة في المرحلة المقبلة تستهدف بعض الأطراف الأمنية والعسكرية الليبية المرتبطة بروسيا.

لن تغير شيئا

وفي سياق متصل، قال عضو مجلس النواب خليفة الدغاري، إن استقالة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لن تغير شيئا فوجوده كعدمه لعجزه وعدم تقديمه أي حل، وإن تعيين المبعوث الجديدة يدل على الهيمنة الأمريكية على الملف الليبي من جديد كما كانت “ستيفاني” سابقا.

ورأى الدغاري، في تصريح للرائد، أن “خوري” ستحاول تنفيذ مشروع المبعوث الأمريكي نورلاند، وبالتالي ستكون هناك هيمنة أمريكية كاملة ما لم تتدخل الصين وروسيا، متوقعا أن تظل المشكلة الليبية ومعاناة الليبيين قائمة في ظل وجود الخلاف الخارجي بين الدول النافذة مالم يعالج الليبيين مشكلتهم داخليا.

عكس التطلعات

وفي رد فعل رسمي على استقالة باتيلي، قال رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، إن باتيلي لم يتمكن من عكس تطلعات المجتمع الدولي ممثلا في هيئة الأمم المتحدة، في حل المشكل الليبي، مشيرًا إلى أن إحاطته احتوت على ما يؤيد موقف الحكومة الليبية من ممارساته السابقة الخاطئة التي تدل على انحيازه الدائم لطرف دون آخر.
وأعرب حماد عن أمله أن تكون خليفة “باتيلي” “ستيفاني خوري” على قدر من المسؤولية والحيادية، وأن تتبع سياسة تجمع الليبيين على كلمة سواء لا سياسة دعم الانقسام والتشظي، مستنكرا ما ورد في إحاطة باتيلي من كون إضافة كرسي للحكومة الليبية في جلسة الحوار يعطي طابعا رسميا للانقسام.

تكليف جديد
وعقب تقديم باتيلي لاستقالته من منصبة، سارعت الأمم المتحدة إلى تكليف الأمريكية من أصل لبناني “ستيفاني خوري” رئيسة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك عقب تعيينها نائبة لباتيلي في مارس الماضي.

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version