حديث متصاعد عن مبادرة سياسية لدمج حكومتي الدبيبة وحماد وإنهاء الانقسام المؤسساتي، في ظل التقارب المصري التركي الذي تشهده المنطقة حاليا في كثير من الملفات، بعد خصام سياسي بين الجانبين لسنوات وقفت خلاله الدولتان إلى جانب معسكر من معسكري الصراع في الشرق والغرب الليبيينِ.
وبينما لم يتبلور موقف رسمي من الأطراف السياسية الليبية تجاه هذه المبادرة، سجل عدد من أعضاء مجلس النواب رفضهم القاطع لها، معتبرين إياها تقاسما للكعكة، ووصفها بعضهم بالأمر المستحيل!
دمج الحكومتين
مصادر مطلعة كشفت لصحيفة العربي الجديد، عن مشاورات قائمة في الأوساط الحكومية الليبية حول مبادرة مصرية تركية غير معلنة، تقضي بدمج حكومتي حماد والدبيبة في حكومة واحدة لكسر حدة الانسداد الحاصل بين مجلسي النواب والدولة.
وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، قبول مسؤولي الحكومتين بالمبادرة، في حين تتواصل المشاورات وراء الكواليس بشأن كيفية تطبيق المبادرة ومحاصصة الحقائب السيادية ووزارات المالية والخارجية والدفاع والتخطيط.
وعن الوقت الذي بدأ الحديث فيه عن المبادرة، أوضحت الصحيفة أنه أصبح أكثر وضوحا بعد زيارة وفد مصري رفيع المستوى إلى طرابلس وبنغازي يومي 28 و29 من يناير الماضي ليعقبها زيارة رسمية لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للقاهرة لتسلم تفاصيل المبادرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة تنص على أن يتولى “الرئاسي” الإشراف على توحيد الحكومتين في شكل تعديل وزاري لحكومة الوحدة الوطنية ليستند في شرعيته إلى اتفاق جنيف.
وفي السياق ذاته، نوهت الصحيفة بعدم وجود مؤشرات بشأن موقف رئيس مجلس النواب عقيلة صالح من المبادرة التي تحظى بمباركة من خليفة حفتر وفقا لمصادر حكومية من بنغازي.
فقاعة
من جانبه، وصف عضو مجلس النواب ميلود الأسود، ما يتداول عن وجود مبادرة لدمج الحكومتين، بالفقاعات التي لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن هدفها التشويش على الحراك المتصاعد غرب البلاد من أجل التغيير.
وقال الأسود، في تصريح للرائد، إن أعضاء بمجلسي النواب والدولة يعقدون اجتماعات متواصلة هذه الأيام للتنسيق لاجتماع مشترك يضم كثيرا من أعضاء المجلسين للدفع بالعملية السياسية والمسار الانتخابي، ومناقشة إعادة تشكيل حكومة جديدة، وآلية تنفيذ ذلك، متوقعا أن يعقد الاجتماع قبل نهاية فبراير.
تقاسم الكعكة
أما عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي فقد أكد التزامه بالتعديل الدستوري الـ 13، وضرورة تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات.
ورأى العرفي، في تصريح للرائد، أن مبادرة دمج حكومتي حماد والدبيبة برعاية مصر وتركيا هي تقاسم للكعكة، مضيفا أن الدبيبة غير شرعي ويفترض أن يغادر السلطة لسحب الثقة منه.
غير منطقي
في حين عدّ عضو مجلس النواب عبدالنبي عبد المولى، مبادرة دمج الحكومتين برعاية تركيا ومصر، أمرا مستحيلا وغير منطقي، ولا يمكن أن يقبله الليبيون.
وأشار عبد المولى، في تصريح للرائد، إلى وجود حراك كبير في مصراتة ضد فساد حكومة الدبيبة وإهدارها أموال الليبيين، متهما الدبيبة بدعم المليشيات المسلحة بالملايين، بدلا من إنشاء مؤسسة أمنية وعسكرية، داعيا الليبيين أن يقفوا موقفا واحدا ضد فساد حكومة الدبيبة في مؤسسات الدولة واقتصادها.