Menu
in

خط ساخن بين حفتر والروس.. هل اقترب موعد الإعلان الرسمي عن تواجد موسكو في ليبيا؟

للمرة الرابعة منذ أغسطس الماضي يزور نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف بنغازي للقاء حفتر في ظل الأنباء المتداولة عن تشكيل ما يسمى “الفيلق الأفريقي” ليحل محل قوات “فاغنر” في خمس دول أفريقية، بما فيها ليبيا، بحلول الصيف المقبل.

ووفقًا لجريدة “فيدوموستي” الروسية في تقرير نشرته في ديسمبر الماضي فإن أنشطة الفيلق في منطقة الساحل تبقى مستحيلة دون ليبيا التي تمتلك مطارات انطلاق، وتتمتع بإمكانية الوصول إلى البحر.
وأشارت الجريدة إلى لقاء نائب وزير الدفاع الروسي مع حفتر في كل من بنغازي وموسكو، حيث زار حفتر العاصمة الروسية للمرة الأولى منذ العام 2016.

في حين قالت صحيفة بلومبيرغ الأمريكية، إن روسيا تعمل على خطة لتوسيع وجودها العسكري في ليبيا يمكن أن تؤدي إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأبيض المتوسط.

اتفاق دفاع مشترك

صحيفة بلومبيرغ الأمريكية كشفت، في تقرير لها في ديسمبر الماضي، عن سعي حفتر لتوقيع اتفاق دفاع مع بوتين بعد اجتماعهما في موسكو أواخر سبتمبر، بحسب مصادر مقربة من حفتر.

وأضافت الصحيفة أن حفتر يسعى للحصول على أنظمة دفاع جوي وتدريب طياري القوات الجوية والقوات الخاصة لحمايته من القوات المنافسة في طرابلس.

ووفق مصادر الصحيفة، سيتم في المقابل تهيئة عدد من القواعد الجوية التي تسيطر عليها فاغنر لاستضافة القوات الروسية، مبينة أن السفن الروسية الحربية قد تحصل أيضا على حقوق الرسو الدائم في ميناء طبرق.

ضعف المعسكر الغربي

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة نالوت ألياس الباروني رأى أن تغلغل الروس في المنطقة جاء على حساب ضعف موقف المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة رغم تحركات المبعوث الاممي عبد الله باتيلي الأخيرة لتقديم مبادرة تجمع الأطراف الرئيسة الخمس في ليبيا للحوار بدعم أميريكي.

وتابع، في تصريح للرائد، أن التنافس الروسي والمعسكر الغربي أضعف في أداء مجلس الأمن، مشيرا إلى أن المجلس منذ سنوات لم يصل إلى قرار واضح وحاسم في حل الأزمة الليبية، خاصة أن الصين وروسيا يستخدمان حق النقض أمام القرارات الصادر منه تجاه ليبيا وهذا ما يؤثر سلبا على سرعة حل الأزمة.

وأشار إلياس إلى أن هناك أطرافا داخلية لها ولاء لروسيا وأخرى للولايات المتحدة، وهذا زاد من عمق الأزمة على الصعيد الداخلي ناهيك عن الصعيد الدولي.

وتابع إلياس قائلا: لا نستطيع أن نتكهن أن هناك من رد معسكر الغربي سيكون حاسما في هذه الآونة نتيجة ضعف مستوى أداء السياسية الخارجية للولايات المتحدة تجاه التقدم السريع والهائل لروسيا في التعاطي مع العديد من القضايا خاصةً القضية الليبية.

أداة قهر عنيفة للمعارضين

من جانبه قال الكاتب الصحفي موسى تيهوساي إن موسكو لم تعلن رسميا حتى الآن عن الفيلق الروسي في إفريقيا؛ لكنها في الوقت نفسه قطعت شوطا كبيرا في إعادة هيكلة قوات فاغنر لتكون الركيزة الأساسية لهذا الفيلق، وستكون ليبيا بمثابة اللقلب النابض ومركز الإمداد والسيطرة له.

وأضاف تيهوساي، في تصريح للرائد، أنه من المحتمل أن تتغير طبيعة عمل هذا الفيلق عن فاغنر قليلا حيث سيكون أكثر انضبطا في تنفيذ استراتيجة موسكو في بسط نفوذها في إفريقيا لكن بلا شك لا يقل وحشية في التعامل مع خصوم روسيا.

وأشار تيهوساي إلى أنه سيكون أداة قهر عنيفة للمعارضين لحلفاء موسكو في الدول التي سيتواجد بها الفيلق وبلا شك أيضا أن هذه الدول لن تقوم فيها أي ديمقراطية ولا تعددية سياسية كما هو الحال في سوريا وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول الحليفة لموسكو.

20 ألف مقاتل

وكالة بلومبيرغ الأمريكية عادت للحديث عن الفيلق الروسي في إفريقيا، مبينة في تقرير لها أمس الثلاثاء أن قوام الفيلق يناهز 20 ألف جندي، وسيتلقى تعليماته مباشرة من وزارة الدفاع في موسكو للقيام بعمليات في 5 دول إفريقية.

وذكرت الصحيفة أن الفيلق سيتخذ من جمهورية إفريقيا الوسطى مقرا إقليميا جديدا له، لافتة إلى إن تكثيف الوجود الروسي في إفريقيا يشير أيضًا إلى تغيير جيوسياسي كبير في القارة، متبعة نهج فرنسا في هيمنتها على المنطقة لفترة طويلة.

كُتب بواسطة Alaa Moe

Exit mobile version