Menu
in

مكافحة الهجرة في ليبيا.. صراع دولي يغذيه الانقسام الحكومي

في شكل آخر من التنافس تحاول كلا الحكومتين في ليبيا السيطرة على ملف الهجرة غير الشرعية والتحدث للعالم من خلاله، وذلك ما يبرز جليا في تعاون الدبيبة المستمر مع إيطاليا التي تعد أحد أهم الشركاء الدوليين في هذا الملف، بينما تقول حكومة حماد إنها من يسيطر على أهم المنافذ الحدودية الجنوبية التي تتدفق منها الهجرة، لينفرط بين الحكومتين عقد القرار الليبي الموحد في التعامل الخارجي مع إحدى أكثر القضايا حساسية وأهمية في العلاقات الدولية والإقليمية.

بنغازي وروما

عبدالحميد الدبيبة، شارك في الـ 28 و29 من يناير الجاري، في أعمال قمة إيطاليا_إفريقيا المنعقدة في روما بإيطاليا، مؤكدا خلال كلمته ضرورة الابتعاد عن النهج المرتكز على الأمن في التعامل بين أوروبا وإفريقيا، مشيرا إلى وجود مقاربات يمكن خلالها معالجة قضايا الهجرة والاستقرار السياسي والأمني، وفقا لما نقلته منصة “حكومتنا”.

وبالتزامن مع قمة روما، شهدت بنغازي انعقاد المؤتمر الأفريقي الدولي حول الهجرة برعاية الحكومة الليبية ومشاركة أكثر من 40 وفدا من دول القارة.

وخلال كلمته في قمة بنغازي اتهم رئيس الحكومة الليبي أسامة حماد، السلطات التابعة للحكومة الموازية في غرب البلاد بالتقاعس وترك الباب مفتوحا لعصابات تهريب البشر لممارسة أفعالها الإجرامية.

وتابع أن الجهات الضبطية العسكرية والأمنية في مناطق نفوذ حكومته باشرت إجراءات حقيقية وحاسمة في عدة مدن حدودية، في ملف الهجرة، لافتا إلى إنهاء الاحتجاز القسري لكثير من المهاجرين، وتخليصهم من قبضة عصابات تهريب البشر بالتنسيق التام مع سلطات بلدانهم الأصلية.

الدبيبة يعلق على قمة بنغازي

وفي إجابته على سؤال موجه من وكالة نوفا الإيطالية حول قمة بنغازي، رد الدبيبة بأنه لا يعتقد “أنهم – الحكومة الليبية – يستطيعون فعل أي شيء، وأنهم لا يفعلون أي شيء، وأنه لا يهتم كثيرًا بهذا”، مضيفا أن حكومته تخوض حربا حقيقية بالطائرات المسيرة ضد المهربين من تجار البشر والوقود والكوكايين.

مقارنة بين الحكومتين

ووفقا للأرقام التي نشرتها وكالة نوفا عن أعداد المهاجرين الواصلين لإيطاليا من ليبيا عام 2023، فإن نسبة المهاجرين المنطلقين من سواحل المنطقة الشرقية، انخفضت مقارنة بازدياد نسبة المهاجرين المنطلقين من سواحل المنطقة الغربية.

نوفا أوضحت أن إجمالي عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من ليبيا، حوالي 51.7 ألف مهاجر حتى 31 ديسمبر 2023، منهم 16.5 ألفا جاؤوا من المنطقة الشرقية، و35.2 ألفا من المنطقة الغربية، ما يعني زيادة أعداد الوافدين من طرابلس الخاضعة لسيطرة حكومة الدبيبة بنسبة %8.5 عن العام السابق مقارنة بانخفاض كبير في أعداد الوافدين من برقة بنسبة %19.51.

اتجاه معاكس
وبينما يعمل الدبيبة في ملف الهجرة مع دول المقصد الأوربية، وتحديدا إيطاليا، تتجه حكومة حماد للعمل حصرا مع دول المنشأ للهجرة، خاصة النيجر التي كثفت معها الاتصالات مؤخرا.

فقد أكد وزير الشؤون الإفريقية بالحكومة الليبية عيسى عبد المجيد، خلال لقاء تلفزيوني، في الـ 28 من يناير الجاري، أن ملف الهجرة القادمة من النيجر قد أغلق بالتفاهم مع حكومة النيجر، عقب زيارات متبادلة بين الطرفين.

وأشار عبد المجيد إلى أن المجلس العسكري في النيجر فوض الحكومة الليبية للتفاوض باسمها مع الاتحاد الأوروبي في هذا الملف، بعد إعلان المجلس إيقاف قانون تجريم تهريب المهاجرين الذي أقرته النيجر عام 2015، حيث يتخذ المهربون منطقة أغاديز شمال النيجر محطة رئيسية لتهريب المهاجرين إلى ليبيا ومن ثم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version