لا يزال أهالي زليتن يعانون من كارثة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في عدة مناطق بالمدينة، التي أسفرت عن نزوح عدد منهم؛ بسبب تلوث البيئة، وسط مطالباتهم المتكررة للجهات المسؤولة بوضع حد لهذه الظاهرة.
بيوت متضررة بالآلاف
عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي كشف عن إهمال كبير تعانيه المدينة، موضحا أن شركة المياه والصرف الصحي في زليتن لا تملك إلا سيارتين فقط لشفط المياه تم تسليمها عام 2023، مؤكدا أن المياه الجوفية السوداء زادت في الـ 3 أشهر الأخيرة.
وحول البيوت المتضررة قال حمادي، في تصريح صحفي، إن عدد البيوت التي تضررت جراء الكارثة تقدر بالآلاف بالبلدية، مشير إلى أن البلدية تمكنت من تسكين 3 عائلات تضررت منازلها من المياه الجوفية، متوقعا ارتفاعها إلى 30 عائلة.
600 متر عن سطح البحر
بدوره قال مدير مكتب الإعلام في بلدية زليتن إسماعيل الجوصمي، إن هناك جيولوجيين ليبيين يعملون في شركات نفطية استعانت بهم البلدية قدموا تقريرا يوضح أن هذه المياه تنبع من طبقة تبعد 600 متر عن مستوى سطح الأرض تحتوي على مياه عذبة تندفع من أسفل إلى أعلى.
وأكد الجوصمي، في تصريح لموقع بوابة الوسط، أن البلدية شكلت لجنة لحصر الأضرار بعدما اضطرت بعض العائلات إلى مغادرة منازلها، منوها إلى أن هناك منازل أخرى قد يجري إخلاؤها من السكان في حال تطلب الأمر ذلك، واستمر ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
وذكر مدير مكتب الإعلام أن الأسر التي غادرت منازلها لم يجر تسكينها في منازل بديلة رغم وعود وزارة الحكم المحلي بذلك، نافيا إحالة أي ميزانية لجبر الضرر، وتعويض المتضررين، أو شراء المعدات اللازمة، خاصة بالمدينة، من سيارات شفط وجرافات، وما زلنا نعتمد على المدن الأخرى ومعداتها.
لا حلول جذرية
الدبيبة زار لبلدية زليتن خلال اليومين الماضيين؛ للوقوف على المناطق المتضررة من ارتفاع منسوب المياه، داعيا لحصر الأضرار وتعويضها ودفع بدل إيجار للعائلات المتضررة، إلا أنه صرح بأنه جاء للمدينة لرفع معنويات الأهالي، ولكن لا يملكون حلا جذريا للأزمة في القريب العاجل.
وكلف الدبيبة لجنة من مجلس الوزراء بمتابعة الإجراءات المتعلقة باستكمال الدراسات الفنية من قبل استشاري دولي وتنفيذ نتائجه.
ومن جانبه أكد مدير جهاز الإسكان والمرافق عدم قدرتهم على تشخيص حالة المياه الجوفية في زليتن، وعدم وجود الإمكانيات والخبرات اللازمة لإجراء تشخيص دقيق لمعرفة أسباب المشكلة، مبينا أنهم سيستعينون بفريق إيطالي مختص؛ لتقييم الوضع وإجراء دراسة شاملة عن المشكلة ومعالجتها بشكل جذري.
منسوب المياه لم ينخفض
ورغم إعلان شركة الخدمات العامة مصراتة انخفاض منسوب المياه السوداء في زليتن إلى أكثر من 60 سم بعد أيام من عمليات والتنظيف، إلا ان مدير مديرية الإصحاح البيئي محمد أبوقميزة نفى الأخبار المتداولة بشأن انخفاض منسوب المياه الجوفية بالمناطق المتضررة، بعد فتح مسار عين كعام.
وأشار أبوقميزة، في تصريح للرائد، إلى أنهم قاموا بحلول آنية تمثل في شفط المياه من البرك والمستنقعات والمنازل، وطمرها وردمها، مبينا أنه عند ردم أحد المواقع ارتفع منسوب المياه في منطقة أخرى، مشيرا إلى أن ذلك يعد كارثة بيئية تحتاج إلى تدخل عاجل وحل جذري، وليس حلولا مؤقتة، لافتا إلى أن البرك والمستنقعات تؤثر على البنية التحتية للمنطقة والمباني، ويزيد ارتفاع المياه عند هطول الأمطار.
حلول مؤقتة
الناطق باسم شركة المياه والصرف الصحي محمد كريم أكد أن أعمال الشركة لا تزال مستمرة في شفط وتصريف المياه بمدينة زليتن؛ للتخفيف من معاناة أهالي المناطق المتضررة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المدينة وهي: الرماية والنشيع والمنطرحة.
وتابع في تصريح صحفي أن مكتب خدمات زليتن بمساندة مكتبي الخدمات بني وليد ومصراتة يواصلون عمليات الردم والشفط والتصريف؛ للحد من آثار ارتفاع منسوب المياه، مناشدا السلطات المختصة بضرورة دعم الشركة بالمعدات والآليات اللازمة؛ لتهالك وتقادم آليات الشركة.
وتعاني بلدية زليتن من هذه الكارثة منذ عام 2018، متسببة في تهجير بعض المواطنين، وتضرر بعض المزارع، وانتشار الحشرات الضارة، خصوصا البعوض الناقل للأمراض، فضلا عن تأثيرها على أساس البناء في مناطق متفرقة إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تضع حلا جذريا لهذه الظاهرة التي تفاقمت مؤخرا، وأصبحت تهدد حياة المواطنين.