يتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وترتفع معه أعداد الشهداء يوميا، حيث حصدت آلة القتل الصهيونية بعد 22 يوما من الحرب أكثر من 7703 شهيد، بينهم 3195 طفلاً.
جيش الاحتلال بدأ مناورة برية على القطاع أمس الجمعة بعد قطع كامل الاتصالات عن القطاع إثر ساعات قليلة من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار عربي على التهدئة.
قرار أممي عربي
القرار التي وافقت عليه الجمعية الأممية غير ملزم يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة حصل على تأييد 120 دولة ومعارضة 14 وامتناع 45 دولة عن التصويت.
ويتضمن القرار مطالبة الجميع بالامتثال الفوري للالتزامات تجاه حماية العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء قطاع غزة على الفور، وبشكل مستمر وكاف دون عوائق.
وينص القرار على دعوة “إسرائيل” لإلغاء الأمر الصادر عنها بإخلاء المدنيين الفلسطينيين وموظفي الأمم المتحدة، ويرفض رفضاً قاطعاً أي محاولات ترمي إلى نقل السكان المدنيين الفلسطينيين نقلاً قسرياً.
هجوم بري فاشل
وعقب القرار العربي الذي يبدو أن دولة الاحتلال غير آبهة به شنت قوات الاحتلال هجوما بريا على مناطق شمال القطاع من بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ترافق مع استمرار قصف مدفعي وجوي هو الأعنف منذ بدء الحرب في الـ7 من أكتوبر.
في المقابل أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إفشالها للعملية البرية التي نفذتها قوات الاحتلال، مؤكدة تكبّده خسائر كبيرة في الجنود والعتاد بعد أن أوقعتهم في كمائن واستهدفتهم بصواريخ كورنيت وقذائف ياسين، مشددة على أن فصائل المقاومة مستعدة لإفشال أي هجوم بري للاحتلال.
وبالتزامن مع الهجوم البري مع انقطاع الاتصالات والإنترنت بشكل كامل على قطاع غزة، حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت قد يشكل غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن انقطاع الاتصالات سيجعل الحصول على معلومات وأدلة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين في غزة أمرا صعبا.
الموقف الأميركي
أما الموقف الأمريكي فمازال متمسكا بما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة تدعم هدنة من النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وبين كيربي أن بلاده تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولا ترسم لها خطوطا حمراء قائلا: إذا كان إخراج الأسرى لدى حركة حماس يتطلب هدنة مؤقتة موضعية، فإن الولايات المتحدة تؤيد ذلك.
موقف عربي عاجز
ويقابل الموقف الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال موقف عربي تعلوه المهانة والضعف فعلى مدى ثلاثة أسابيع من الحرب لم تتجاوز بيانات الدول العربية الاستهجان والإدانة ولم ترتق إلى مستوى الحدث فعلياً.
ويتساءل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام عن العجز العربي وموقفه تجاه جرائم الاحتلال: أقول لزعماء أمتنا العربية هل وصل بكم العجز إلى أنكم لا تستطيعون تحريك المساعدات الإنسانية إلى القطاع؟
موقف ليبي متقدم
وتعكس الأحداث الأخيرة في قطاع غزة أن الموقف الليبي الذي أعلنه مجلس النواب ومجلس الدولة يعتبر الاكثر تقدما إن نفذته إرادة المجلسين، حيث طالب مجلسا النواب والأعلى للدولة بمغادرة ممثلي الدول الداعمة لدولة الاحتلال ووقف تصدير النفط وحظر استيراد البضائع من تلك الدول.
وانتقد النواب ازدواجية المعايير التي تنتهجها الدولة الغربية قائلا: الدول التي تتشدق بحقوق الإنسان والديمقراطية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا نراها الان نراها تهرول لزيارة الكيان المحتل وتعلن دعمها له من أجل إبادة الفلسطينيين.
انتفاضة كبرى.
البيانات العربية التي رافقت ثلاث أسابيع من العدوان على قطاع غزة تركزت أغلبها حول مخاوف حكومات هذه الدول من تعدي الحرب الحدود التاريخية لدولة فلسطين إلى المنطقة قاطبة عبر إنتفاضة كبرى للشعوب العربية والإسلامية التي تتابع جرائم الاحتلال وعجز حكوماتهم بغضب شديد.