بعد نحو عقد من الانقسام، مصرف ليبيا المركزي يعلن إعادة توحيد فرعيه في غرب البلاد وشرقها بعد اجتماع حضره مديرو الإدارات في فرعي المصرف بطرابلس وبنغازي.
وقال محافظ المصرف الصديق الكبير ونائبه مرعي رحيل في بيان أن مصرف ليبيا المركزي قد عاد مؤسسة سيادية موحدة، مؤكدين الاستمرار في بذل الجهود لمعالجة الآثار الناجمة عن الانقسام.
ولكن وقت إعلان توحيد المصرف وتزامنه مع الاجتماع الثلاثي الذي عقد في بنغازي بين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر دفع طيفا واسعا من المتابعين للتساؤل عن أسباب إعلان التوحيد في هذا الوقت بالتحديد وهل هو خطوة واقعية أم شكلية؟
إعلان شكلي
عضو مجلس إدارة المصرف امراجع غيث يقول إن إعلان إعادة توحيد المصرف المركزي بعد عشرة أعوام من الانقسام من الناحية النظرية مرحب به ولكنه من الناحية العملية مجرد إعلان شكلي، مبيناً أن التوحيد الفعلي المبني على أسس سليمة يحتاج إلى أعوام من العمل وليس إلى أيام أو شهور.
وأضاف في تصريحات صحيفة أن لجنة المراجعة الدولية أصدرت توصياتها بتوحيد المصرف في أسرع وقت ممكن عبر تنفيذ آلية على أربعة مراحل للوصول إلى التوحيد الفعلي إلا أن المصرفين مارس كل منهما أعماله بشكل منفرد”
صفقة جديدة
ويرى الكاتب السياسي عبدالله الكبير أن الإعلان المفاجئ لإعادة توحيد فرعي المصرف المركزي صفقة جديدة وتوافق بين الأطراف الموجودة على المشهد لبقاء الأوضاع كما هي وأن يحتفظ كل منهم بموقعه.
ويقول الكبير في حديث للرائد إن للولايات المتحدة وبريطانيا دورا في إنجاز هذه الصفقة الرامية لإبقاء الصديق الكبير على رأس المصرف المركزي ويضيف: ما يتضح من خطوات هذه الأيام تصب في إبقاء الأوضاع على ماهي عليه وتجميد العملية السياسية وعدم إجراء الانتخابات في المنظور القريب وفقاً لقوله.
توحيد صوري
في المقابل يذهب الباحث المتخصص في شؤون ليبيا جلال الحرشاوي إلى أن عملية توحيد المصرف المركزي تعود لرغبة محافظ المركزي الصديق الكبير في الحفاظ على منصبه في ظل تراجع نفوذ الدبيبة حتى في مسقط رأسه مصراتة، ومعارضة علنية له من رجال أعمال نافذين في المدينة.
ويرى الحرشاوي في تصريحات صحفية أن عملية التوحيد التي أعلنها المركزي عملية صورية وليست فعلية، منوها إلى أن عملية التوحيد لن تحدث تغييرات جوهرية في السياسة المالية، وسيكتفي الكبير بمواصلة صرف رواتب الموظفين بدون تخصيص موارد للباب الثالث من الميزانية المخصص للمشاريع.
قيمة الدينار
ويترقب الشارع الليبي الخطوات الفعلية اللاحقة بخطوة إعلان توحيد مصرف المركزي بدءا باستعادة قيمة الدينار الليبي وصولا إلى كبح جماح التضخم وتأخر توفر السيولة النقدية في المصارف التجارية ومعالجة كل آثار الانقسام ليكون التوحيد واقعيا لا شكليا.