قال “راديو فرنسا الدولي” في تقرير له، إن اندلاع العنف والاشتباكات في طرابلس يظهر أن حكومة الدبيبة لم تعُد تمسك بزمام الأمور، لافتًا إلى أن المنافسة أصبحت أشد، مع اندماج عدد من التشكيلات المسلحة الرئيسية التي باتت تملك سلطة ونفوذًا أكبر.
وتابع أن الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي شهدتها طرابلس تكشف كيف رسخت المجموعات المسلحة نفوذها وسلطتها في البلاد، مع استمرار المنافسة بينها على السلطة منذ الإطاحة بنظام القذافي بالعام 2011.
وفي السياق ذاته، قالت الباحثة في الشأن الليبي “ريانون سميث”، إنه على مدار الأشهر الماضية، شهدت ليبيا نوعًا من انعدام الاستقرار، والوضع السياسي غير واضح بدرجة كبيرة وهناك كثير من الانقسامات، ولهذا تصبح التشكيلات المسلحة أقوى بشكل متزايد على الرغم من عدم اندلاع اشتباكات مسلحة، وفقا لما نقله موقع الوسط الإخباري.
وأضافت “سميث” أن لواء 444 قتال أكثر تنظيمًا من الناحية العسكرية، ويضم جنودًا سابقين من نظام القذافي كما أن آمر القوات، محمود حمزة، أكثر تأثيرًا، كما أن اشتباكات طرابلس تعكس استمرار الخلاف بشأن الجهة المسيطرة على الأمن، خاصة مع عدم اليقين المحيط بالوضع السياسي، متوقعة أن تصبح اشتباكات مثل الأخيرة أكثر تواترًا في الفترة المقبلة.
وأشارتت الباحثة “سميث” أن حكومة الدبيية تحكم طرابلس وأجزاء من المنطقة الغربية، لكنها بالكاد تسيطر على مناطق نفوذها، كما أن جميع الأطراف المعرقلة أثبتت أن كل ما تهتم به هو التمسك بالسلطة.
وذكر التقرير الفرنسي أن مهمة حكومة الدبيبة، إجراء الانتخابات التي طال تأجيلها، تتطلب الاتفاق على سلسلة من القوانين وتشكيل حكومة انتقالية، وهو ما اعتبره أمرًا صعب التحقق ويعمق الانقسامات القائمة.
في تلك الأثناء، يرى مراقبون أن المجتمع الدولي قد تخلى عن رعاية عملية الانتقال السياسي في ليبيا، وتراجعت ليبيا في قائمة أولويات الأمم المتحدة بالتزامن مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، حسب التقرير.