الانقلاب الخامس
تتواصل تداعيات الانقلاب العسكري بالنيجر على حكم الرئيس محمد بازوم واحتجازه في 24 يوليو الماضي..
فقد أعلن قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تياني، نفسه رئيسا للمجلس العسكري الجديد..
ليكون الانقلاب الخامس بالنيجر منذ استقلالها 1960، والأول منذ 2010.
من أصول ليبية
ولد بازوم 1960 في ديفا جنوب شرق النيجر، وينحدر من قبيلة أولاد سليمان العربية التي لها وجود في ليبيا..
وأعلن فوزه 2021 بالرئاسة بوصفه مرشحا عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي الحاكم.
وتمتد حدود ليبيا والنيجر 342 كم من المثلث الحدودي مع الجزائر غرباً إلى المثلث الحدودي مع تشاد شرقاً.
مخزونات اليورانيوم
يعدّ النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم عالميا..
وأنتجت النيجر 2020 طنا في عام 2022، وهو ما يتجاوز 4% من الناتج العالمي، وفق الجمعية النووية العالمية (WNA).
قلق أوروبي
الانقلاب أثار مخاوف الاتحاد الأوروبي، خاصة في فرنسا، التي تستورد جزءا من حاجتها من اليورانيوم لتشغيل محطات الطاقة النووية
وكالة الطاقة النووية بالاتحاد الأوروبي “يوراتوم”: النيجر ثاني أكبر مورد لليورانيوم للاتحاد العام الماضي، بـ 2975 طنا، أي ربع إمدادات الاتحاد منه، وفق رويترز.
سيطرة فرنسية
اليورانيوم مهم لفرنسا، إذ تمتلك شركة “أورانو” الفرنسية الحكومية، حصصا كبرى في 3 مناجم بالنيجر، لكن واحدا منها فحسب يعمل حاليا..
وبين 2005 و 2020، كانت النيجر ثالث مورد لليورانيوم لفرنسا، إذ ساهمت في تأمين 19% من إمداداتها منه.
مظاهرات ضد فرنسا
تظاهر آلاف المواطنين أمام سفارة فرنسا المستعمر السابق في نيامي، بدعوة من قادة الانقلاب، مطالبين بسحب الجنود الفرنسيين الـ1500 المنتشرين في النيجر.
وأعلن قادة الانقلاب تعليق تصدير اليورانيوم إلى فرنسا لاتهامها بالرغبة في “التدخل عسكريا” لإعادة بازوم إلى الرئاسة.
تعليق التعاون الأوروبي الأمريكي
وبعد الانقلاب، قرر الاتحاد الأوروبي وقف دعمه المالي للنيجر، وهددت أمريكا بفعل ذلك.
أما الشركة الفرنسية “أورانو” التي توظف 900 شخص في النيجر، فأكدت عدم تأثر أنشطتها جراء الانقلاب.
تحدٍّ استراتيجي
الحكومة الفرنسية طمأنت مواطنيها بأن مخزونها من اليورانيوم يكفيها عامين، ولن يتأثر بانقلاب النيجر.
لكن أوروبا ستواجه تحديا على المدى الطويل، في ظل محاولتها التخلص تدريجيا من الاعتماد على روسيا المورد الرئيسي الآخر لها باليورانيوم، بحسب بوليتكو الأمريكية.
مصالح روسية
وتساءلت صحيفة واشطن بوست الأمريكية: ما مصير مصالح فرنسا؟ وهل ستحصل روسيا على امتيازات من المجلس العسكري في الموارد الطبيعية؟”
ويتوقع خبير بالطاقة أن تثني التوترات بالنيجر الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات على روسيا في القطاع النووي، بحسب فرانس برس.
ضغط وتلويح
وتضغط دول غربية وإفريقية على الانقلابيين للإفراج عن الرئيس بازوم والعودة الكاملة إلى النظام الدستوري..
وهدّدت مجموعة دول غرب أفريقيا “إيكواس” باستخدام القوة إذا لم يستجب الانقلابيون لمطالبها خلال أسبوع.
—
فاغنر
– ليس مصادفةً، بحسب مراقبين، تزامنُ حدوث الانقلاب مع انعقاد القمة الروسية الأفريقية التي رفض المشاركة فيها الرئيس النيجري محمد بازوم.
-اللافت أن القمة حضرها زعيم “فاغنر” يفغيني بريغوجين الذي وصف الانقلاب بأنه كفاح الشعب النيجري ضد المستعمرين.
-وتشير تحليلات إلى ضلوع روسيا في الانقلاب لإدخال مرتزقتها إلى النيجر، مثلما حدث في مالي وبوركينا فاسو، وإخراج القوات الفرنسية منها.