لا يَفتُر المبعوث الأممي عبد الله باتيلي منذ توليه رئاسة البعثة، عن مهاجمة أداء مجلسي النواب والدولة، خاصة في ملف الانتخابات، ولا عن التلويح بإمكانية تجاوزهما ووصفهما بأنهما عقبة في طريق إجراء الانتخابات.. فإلى ماذا يرمي المبعوث الأممي بتصريحاته؟
تقاسم الكعكة
المبعوث الأممي قال، في كلمته خلال ملتقى نخب وحكماء فزان بطرابلس اليوم الأحد، إن مستقبل البلاد يجب ألّا يتوقف على مجلسي النواب والدولة، مؤكدا أن كل من يريدون حكومات انتقالية جديدة إنما يريدون تقاسم الكعكة.
وتابع باتيلي “لا بد من وجود حكومة موحدة وبرلمان موحد بعملية انتخابية شفافة وشمولية”، مؤكدا أن الأمم المتحدة تعمل على دعم الليبيين، ولا تُغلِّب طرفا على آخر.
ممارسات غامضة
هجوم باتيلي الأخير، جاء بعد بيان أصدره 60 نائبا بمجلس النواب، وصفوا فيه ممارسات البعثة بالغموض، واتهموها بالعمل لتقويض التوافق الليبي.
وحذر النواب، في بيانهم، من تفريغ توافق المجلسين من محتواه، داعين إياها إلى الالتزام بمهامها الموكلة إليها.
معلومات غير صحيحة
الموقف الرسمي لمجلس النواب، وإن بدا غير هجومي، لكنه لم يخلُ من الاعتراض على مواقف البعثة، فقد قال المتحدث باسم المجلس عبدالله بليحق، إن الدور المفترض للبعثة هو دعم تحقيق التوافق بين الليبيين.
ووصف بليحق ما جاء في بيان البعثة الأخير، من أنّ مجلس النواب فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، بأنه “معلومات غير صحيحة”.
فقاعات فارغة
رئيس لجنة 6+6 عن مجلس النواب جلال الشويهدي أكد، في تصريحات سابقة، رفض أي تدخل من المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أو أي دولة، في قرارات مجلسي النواب والدولة.
وأكّد الشويهدي أنّ مطالب البعثة لن يقبلها الشعب الليبي ولا لجنة 6+6، وأن تصريحات باتيلي مجرد “فقاعات فارغة”.
تجاوز مهامه
ومن جانب آخر، دعا عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، في تصريحات سابقة، كل النخب السياسية في ليبيا إلى المطالبة بطرد المبعوث الأممي لتجاوزه مهامه وتدخله المباشر في عرقلة الحل الذي ارتضاه الليبيون، مضيفا أن انحراف البعثة عن مسارها ومهمتها الموكلة إليها، بات واضحا وجليًّا.
إجراءات أحادية
وكانت البعثة الأممية قد قالت في بيان لها بعد اعتماد مجلس النواب خارطة الطريق، إن “أي إجراءات أحادية، على غرار محاولات سابقة، يمكن تؤدي إلى عواقب وخيمة على ليبيا”، في إشارة الى موافقة مجلس النواب على خارطة الطريق وإعلان فتح باب الترشيحات لحكومة جديدة.
وحذرت البعثة في بيانها من “جميع الأعمال التي تقوض مطالب الشعب المستمرة بإجراء انتخابات وطنية”.
لجنة رفيعة المستوى
وقدّم باتيلي في الـ 27 من فبراير الماضي، مبادرته التي تهدف لإجراء الانتخابات خلال 2023، عبر إنشاء لجنة رفيعة المستوى لتنظيم الانتخابات، وجمع ممثلين عن القوى السياسية وزعماء القبائل، والأطراف الأمنية الفاعلة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني، وبعض الشخصيات النسائية والشبابية، إلا أن خطته لم تلقَ أي نجاح أو قبول حتى الآن.
خلاف مستمر
ياتيلي كان قد دعا في كلمته بمجلس الأمن في ديسمبر 2022، الأطراف الليبية إلى البحث عن آلية بديلة لحل الأزمة السياسية، كيلا تبقى البلاد مرهونة للخلاف بين رئيسي النواب والدولة، مضيفا أن الخلاف المستمر بين المشري وعقيلة، لم يَعُد مبرِّرا كافيا لإبقاء البلاد بأكملها رهينة الانقسام.
فهل يسعى المبعوث الأممي لإنهاء دور المجلسين قبيل الاتفاق النهائي على موعد الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تشرف على إجرائها؟