Menu
in

تحذير من دعاوى الغلو والعلو والتكفير

اتصل بي صديق من غير الليبيين اليوم، وأصر على طلب رأيي في مقابلة أجرتها قناة التناصح مع الأخ محمد إلهامي، وكانت المقابلة تتكلم عن حركات الإصلاح والنهضة في العصر الحديث، وفي نهاية اللقاء طرح المذيع على الضيف سؤالا عن بعض كبار المفكرين والرموز الإسلامية في العالم الإسلامي، وهم : الدكتور حسن الترابي رحمه الله، والشيخ الأستاذ راشد الغنوشي من تونس، والدكتور سعد العثماني من المملكة المغربية.

وقد صدمت والله بسماع الحوار، حيث وصف الضيفُ هؤلاء الدعاة والأعلام، بلوازم الكفر والردة، وسأضع ( نص ) كلام الضيف بين أقواس تاركا للقارئ أن يحكم على هذا الخطاب، يقول الضيف : ” مدرسة الغنوشي والترابي والعثماني، ليست مدرسة عقلانية، هذه نقيض المدرسة العقلانية” ثم طعن في أهدافهم وغاياتهم بل وصفهم بلوازم الكفر والردة فقال : ” يريدون أن يُعلمنوا الإسلام ولهم في هذا كلام واضح صريح في( رد )الآيات والأحاديث، ومحاولة التملص (والتخلص) من الدين نفسه ”

وقال عنهم وعن اجتهاداتهم :” محاولتهم في تحريف الدين وتبديل الدين، وانسلاخهم من الدين لكي يرضي السلطة عنه أو لكي يرضي الغرب أو لكي يحقق التوافق الوطني” ثم وصف مدرسة هؤلاء بأنها ” مدرسة مُدجنة تحاول أن تأخذ الإسلام وتحشره في القالب الغربي العلماني رجاء أن يرضى الغرب عنهم “.

ووصف دين هؤلاء الدعاة بأنه ” دين مدجن وخطاب بائس هزيل يُقدم به الإسلام كأنه مجرد نسخة أخرى من الحداثة الغربية” لست في معرض التعريف بهؤلاء المفكرين فقد قرأت كل ما كتبوا تقريبا وتخبرت بعضهم عن كثب، ولست ايضا في معرض تقييم تجربتهم وآرائهم، فهي كغيرها من اجتهادات ومقولات البشر، تصيب وتخطئ، وتقبل وترد، لكني في معرض تحذير شباب بلادي من هذا الخطاب “الخطير” الذي يدس الجهل والغلو والتكفير في ثوب النقد والتقييم للمدرسة الإصلاحية المعاصرة.

يا مدير قناة التناصح، ليس من التناصح في شيء، فتح المجال عبر برامجكم لخطاب إعلامي مليء بلوازم التكفير لدعاة المسلمين وروادهم، حتى وإن اختلفتم معهم ! ما يمر به الوطن اليوم، وما يمر به الشباب في ليبيا لا ينقصه سكب زيت الفتن على الحيرة التي يعاني منها شبابنا وبناتنا، ولا ينقصهم الإشادة بخطاب الغلو والعلو والتكفير !! ، ولا الطعن في مسيرة واجتهادات قيادات المجتمعات والحركات الإسلامية في العالم العربي.

أتمنى أن يبادر مدير القناة بمعالجة هذا الأمر، وأن يكون للمشايخ دور في نصح القائمين على القناة من أجل ضبط الخطاب الديني، والتخفيف من خطاب الكراهية والتكفير والغلو.

ونيس المبروك عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version