تتطور الأحداث سريعا في روسيا في ظل تمرد مسلح تقوده مجموعة فاغنر بقيادة يفغيني بريغوجين الذي يقول إن روسيا ستكون تحت سلطة رئيس جديد، وفي المقابل يتعهد الرئيس الروسي برد قاس على المتمردين في تحول مثير يدفع للتساؤل عن تداعيات هذه الأحداث على ليبيا التي تملك فيها فاغنر قواعد عسكرية وتستخدمها أحيانا للتحرك باتجاه دول إفريقية أخرى.
تحجيم الوجود الروسي في ليبيا
الكاتب الصحفي عبدالله الكبير يرى في حديث للرائد أن هذه التطورات سينتج عنها أزمة عميقة في روسيا وأن مجموعة فاغنر والمؤسسات في روسيا سينالهما الضعف؛ بسبب الأزمة وستكون أوكرانيا المختبر الأول لمستوى الضعف الروسي، ومن ثم بقية المناطق التي تنشط فيها فاغنر.
ويرجح الكبير أن الصراع في روسيا إذا تطور فستستغله القوى الغربية لتحجيم الوجود الروسي في ليبيا وبقية الدول الأفريقية التي تنشط فيها مجموعة فاغنر، مبينا أنه من المبكر التعرف على النتائج والتداعيات بشكل دقيق حتى الآن.
تغيير جذري
في المقابل يقول المحلل السياسي إلياس الباروني في حوار مع الرائد، إن النزاع القائم الأن فى روسيا بين الجيش ومجموعة فاغنر قد يحدث تغييرا جذريا في مسار الأزمة الليبية على الصعيدين العسكري والسياسي.
ويقول الباروني أغن الأحداث في روسيا قد تدفع مجموعة فاغنر إلى سحب مقاتليها من ليبيا وإن حدث ذلك فإن المرتزقة الأفارقة سينسحبون هم أيضا من ليبيا، داعيا السلطات إلى وضع خطط لتأمين المناطق التي توجد فيها فاغنر فور خروجهم من ليبيا.
وأردف “إذا حدث وخرجت مجموعة فاغنر والمرتزقة الآخرون من ليبيا فإن المواقف المتشددة تجاه إفشال الانتخابات ستتغير وهذا أمر إيجابي بالنسبة للمسار السياسي في البلاد”
فرصة ذهبية
إلى ذلك يرى المستشار العسكري والاستراتيجي للقائد الاعلي سابقا العقيد عادل عبدالكافي أن ما يحدث الآن في روسيا فرصة ذهبية يجب أن تستغلها السلطة الليبية لإخراج مرتزقة فاغنر من ليبيا.
ويقول عبدالكافي إن روسيا ستوقف الدعم العسكري التي كانت تقدمه لمجموعة فاغنر وأن ذلك سيحدث خللا في استراتيجية روسيا للتمدد في الدول الإفريقية.
وأردف “نتوقع أن تتجه الولايات المتحدة إلى اعتماد خطط جديدة في ظل هذه الظروف لتقليص دور فاغنر في ليبيا والدول الإفريقية الأخري”
فاغنر تتراجع لمعسكراتها
قال قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين إنه أمر مقاتليه بالعودة إلى معسكراتهم حقنا للدماء، بعد أن كانوا على بعد 200 كيلومتر من موسكو.
جاء ذلك بعد محادثات أجراها بريغوجين مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ووافق فيها بريغوجين على وقف زحف قواته نحو العاصمة الروسية، واتفقا على “نزع فتيل تصعيد الوضع”
وأعلنت فاغنر في وقت سابق السيطرة على مدينة روستوف أون دون القريبة من الحدود الأوكرانية، كما قالت في وقت لاحق إنها سيطرت أيضا على مدينة فورونزه على الطريق الواصل بين روستوف والعاصمة موسكو.
وكان قائد مجموعة فاغنر دخل منذ مدة في خلاف مع القيادة العسكرية الروسية على خلفية اتهامه لموسكو بالتقصير في دعم قواته خلال حرب أوكرانيا إلى جانب اتهامه باستهداف الجيش الروسي لقواته في أوكرانيا سابقا.
من هي مجموعة فاغنر؟
مجموعة فاغنر هي شركة أمنية أسسها يفغيني بريغوجين عام 2014 الذي سمي سابقا طباخ بوتين ومقاتلوها مزيج من الجنود السابقين في الجيش الروسي وسجناء مقابل الوعد بالعفو وانتشرت في العديد من الدول حول العالم منها ليبيا.