بإعلان ملامح خطتها العشرية بخصوص ليبيا بدا اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية أكبر من ذي قبل بملف الليبي؛ لما تفرضه التطورات الأمنية في المنطقة الإفريقية المطلة على الجنوب الليبي وما يحدث في دولة السودان من صراع في الآونة الأخيرة.
الخطة العشرية
السفارة الأمريكية أعلنت عن ملامح خطة واستراتيجية وأهداف الإدارة الأمريكية العشرية؛ لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار في ليبيا، وأبرز تلك الملامح هو تعزيز انتقال ليبيا إلى نظام سياسي موحد ومنتخب ديمقراطيا ومستقر.
خطة واشنطن تستهدف دمجا أفضل للجنوب المهمش تاريخيا في الهياكل الوطنية للدولة مما يؤدي إلى توحيد أوسع وتأمين الحدود الجنوبية، بالإضافة إلى إحراز تقدم نحو جهاز عسكري وأمني موحد خاضع لسيطرة مدنية ما يجعل الهدف الأمريكي أكثر وضوحاً، ألا وهو كبح تحركات المرتزقة الأجانب وعلى رأسها مجموعة فاغنر الروسية من زعزعة استقرار الدول الإفريقية المطلة على الجنوب الليبي التي قد تصل من خلاله قوات المرتزقة حتى العمق الإفريقي.
الصراع في السودان
إعلان الخطة الأمريكية جاء متزامنا مع الأحداث الدامية وصراع السلطة في السودان وسط تقارير إعلامية لصحف كبرى تتحدث عن دعم قوات خليفة حفتر لقوات الدعم السريع بالوقود والسلاح بإيعاز من مجموعة فاغنر الروسية وأطراف إقليمية أخرى تتقدمها الإمارات.
تحركات فاغنر الأخيرة وإذكاؤها الصراع في الخرطوم وما سبقه من تحرك باتجاه تشاد ومقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التهديد بفرض عقوبات على الكيانات المزعزعة لأمن السودان، معتبراً في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي أن أحداث السودان تشكل تهديدًا غير اعتيادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهذه العقوبات قد لا تنجو منها الأطراف الليبية المتهمة بدعم قوات حميدتي.
استكمال التفاهمات
لطالما حذرت بعض الأطراف داخل ليبيا من مغبة الاستمرار في حالة التشظي والانقسام ودعت للحوار ودعمته ونتج عن تلك الجهود لقاءات وصفت بالمثمرة على الجانب العسكري باجتماع القيادات العسكرية والأمنية في مدينتي طرابلس وبنغازي، إلا أنها لم تنته بحل فعلي ينهي الانقسام الأمني.
وفي الجانب السياسي تقدم مجلسا النواب والدولة خطوات كثيرة في المسار المؤدي إلى الانتخابات التي يفترض أن تنجز قبل نهاية العام الحالي باتفاقهما على التعديل الدستوري الثالث عشر، وتشكيل المجلسين للجنة 6+6 المعنية بالقوانين الانتخابية، ولكن تلك الجهود ستظل ناقصة حتى نجاح الانتخابات وإنتاج سلطة جديدة لكامل البلاد.
حتمية إنهاء الأزمة الليبية
الأزمة الليبية أصبحت أوسع نطاقا وتعدت حدود البلاد وأمست مرتبطة بصراعات دولية وإقليمية، وهذا يستدعي من القوى السياسية والعسكرية الداخلية تدارك خطورة الوضع، وحلحلته بتفاهمات تفضي لحل نهائي، الرابح فيه الوطن بإبعاد شبح الوصاية والتقسيم.