in

أزمة السودان.. مخاوف من تمدد روسي وتعقيد أزمة وجود المرتزقة في ليبيا

صراع على السلطة في السودان بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو حميدتي قد يتجاوز صداه حدود السودان حتى ليبيا ويذكي صراعاً روسيا أمريكيا في منطقة شمال إفريقيا.

جسر الأسلحة

تقرير بريطاني نشره موقع BBC قال إن موسكو تتطلع لخلق جسر روسي-ليبي-سوداني، وتسعى لتزويد حميدتي بالسلاح عن طريق حليفها خليفة حفتر حتى يتمكن من مواجهة الجيش السوداني بعتاده الثقيل.

ويضيف التقرير البريطاني أن روسيا تستغل السودان لإحراج الولايات المتحدة، وحلفائها في المنطقة كنوع من تصفية الحسابات بشكل أو بآخر للرد على ما فعله الغرب بموسكو في أوكرانيا.

وضع هش

وتحذر الخبيرة، في الشأن الليبي بمجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني، من أن الوضع السياسي والعسكري الهش في الساحة الليبية قد يتأثر أو يختل في حال انخرطت بعض الأطراف في دعم الجنرالين المتصارعين في السودان عن طريق ليبيا.

وتضيف: “تأتي معارك السودان لتضفي مزيدا من التعقيد على وضع مستعصٍ حقا. فالأراضي الليبية تمتلئ بالفعل بالوجود العسكري الأجنبي”.

مخطط روسي

إلى ذلك قال رئيس الكونغرس التباوي عيسى عبدالمجيد، إن الأزمة السودانية ستؤثر على ليبيا بصفة عامة حتى تصل الشمال الليبي وتنعكس بالسلب على الأمن القومي لليبيا.

وأبان عبدالمجيد في تصريحات صحفية أن النزاع في السودان مخطط له من قبل روسيا كرد على الخطط الأمريكية الرامية لإخراج المرتزقة الروس وهي ضربة استباقية؛ لزعزعة الاستقرار في الدول الإفريقية لتكون حائلاً أمام تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأضاف “الصراع في السودان سيزيد من نفوذ المرتزقة المتواجدين في ليبيا وسط تخوفات من عمليات نزوح واسعة واختراقات محتملة للحدود بين ليبيا والسودان، ونطالب السلطات بإنشاء غرفة عمليات لمتابعة الأوضاع في السودان؛ لضمان عدم انعكاس الأزمة على ليبيا وأن لا تستغل الجماعات الأرهابية الناشطة في إفريقيا هذا الوضع وتخرج الأمور عن السيطرة”

شحنات أسلحة من ليبيا

صحيفة “ذا غارديان” البريطانية كشفت في تقرير لها عن تلقي قوات الدعم السريع شحنات من الأسلحة والذخيرة قادمة من جنوب ليبيا يرسلها خليفة حفتر؛ لدعم حميدتي.

وأبانت الصحيفة أن حفتر يرسل تلك الإمدادات بناءً على طلب (القوى الراعية له) موضحة أن شاحنات الوقود تنقل من مصفاة بالقرب من واحة الجوف الليبية، بالإضافة إلى شحنات أصغر من الذخيرة والأسلحة والأدوية.

وأشار التقرير إلى أن حفتر معني بالحفاظ على هدوء قوافل النفط والاحتياطات المتخذة لإخفاء تحويل حوالي 10 آلاف برميل من النفط الليبي يوميًا من شركة حكومية يجري تحويلها بعد ذلك إلى وقود عالي الجودة في مصفاة السرير ونقله بالشاحنات إلى قوات حميدتي.

دعاوى قضائية

ومن جانبها نفت المؤسسة الوطنية للنفط دعمها أحد أطراف الصراع في السودان عبر مصفاة السرير قائلة إن الخبر عار عن الصحة.

وأكدت المؤسسة أن مصفاة السرير ذات قدرة تكريرية محدودة لا تتجاوز عشرة آلاف برميل يوميا، ولا تكفي حتي الواحات المجاورة، مشددة على أنها سترفع دعاوى قضائية محليا ودوليا ضد ناشر الخبر؛ صونا لسمعتها.

موضع قدم لواشنطن في ليبيا

صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت النقاب عن عقد شركات أمريكية عملاقة صفقات نفطية مع الحكومة في طرابلس، بقيمة 1.4 مليار دولار، من بينها صفقة لإنشاء مصفاة نفطية جنوب غربي البلاد، أي في مناطق نفوذ مجموعة “فاغنر” الروسية في ليبيا.

وعلق الخبير العسكري الاستراتيجي عادل عبدالكافي في حديث للرائد على تعاقد الولايات المتحدة على إنشاء مصفاة للنفط في الجنوب بأنها تسعى من خلال ذلك إلى توسيع نفوذها الاقتصادي وتقليص دور مجموعة فاغنر الروسية.

وقال عبد الكافي إن واشنطن ستعمل على حماية مواقع النفط وستستغل تواجدها الاقتصادي لإيجاد موضوع قدم أمني لها بهدف قطع علاقات مرتزقة فاغنر مع خليفة حفتر وحميدتي من خلال قيادة أفريكوم.

وأضاف “أمريكا تسعى لإنجاح الانتخابات في ليبيا بهدف إيجاد جسم يمثل كامل ليبيا لتبرم معه الصفقات العسكرية والأمنية؛ لتحجيم الدور الروسي في ليبيا ومنع توسع النفوذ الروسي في افريقيا”

تحذير أمريكي لحفتر

وفي وقت سابق بحثت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف مع خليفة حفتر الحاجة الملحة لمنع مجموعة فاغنر الروسية من زيادة زعزعة استقرار ليبيا ودول المجاورة لها بما في ذلك السودان.

وفي يناير الماضي زار مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز والتقى عبد الحميد الدبيبة وخليفة حفتر وطالب بيرنز وفقاً لأفريكا أنتلجنس بضبط الأمن في ليبيا، وناقش ملف الوجود الروسي في وسط وجنوب ليبيا.

المرتزقة في ليبيا

قوات الدعم السريع المعروفة بالجنجويد التي تملك جنودا داخل ليبيا ماذا إن ربحت الحرب في السودان أو هزمت فيها كيف سيكون الوضع حينها في ليبيا يقول تقرير بي بي سي، إنه في حال خسارة الدعم السريع للحرب فمن الممكن أن تجد ملاذا آمنا لها في الجنوب الليبي وهو ما سيجعل فكرة خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا أكثر صعوبة.

وأما إذا نجحت في تحقيق انتصارات ضد قوات الجيش السوداني فقد يعزز ذلك موقف خليفة حفتر ويدفعه لمزيد من التصعيد تجاه خصومه في الغرب الليبي.

بعد المسافة

وفي سياق متصل استبعد رئيس الجالية السودانية في ليبيا “معتز ميرغني” حدوث موجة نزوح من السودان إلى ليبيا؛ نظرا لبعد المسافة وانعدام الوقود، مبيناً أن غالبية من نزحوا خارج البلاد اتجهوا إلى “مصر” و “إثيوبيا”؛ لقرب المسافة.

وقال الميرغني في تصريح للرائد، إن التوتر الأمني يتركز حاليا في الخرطوم”، بينما تشهد غالبية الولايات استقرارا أمنيا ما يجعلها الخيار الأول للنازحين من العاصمة.

حراك الزاوية: النائب العام أكد دعمه الكامل لمطالب الحراك

تقارير أمريكية: “فاغنر” تخطط لإنشاء كونفدرالية إفريقية تبدأ من ليبيا والسودان حتى وسط إفريقيا