“سيبقى تاريخ الصيد يمجد الصيادين ما دامت الأسود بلا مؤرخين”
مثل إفريقي
البعض يسأل:
لماذا ظهر نزار كعوان وعبد الرزاق العرادي على قناة #الجزيرة، في الفيلم الوثائقي #ماخفيأعظم؟
سؤال وجيه… وهذه الإجابة:
1) أسباب الظهور تكمن في الكتاب الذي ألفاه تحت عنوان: “السياسة ولعبة الأمم في ليبيا… العدوان على طرابلس”، من 480 صفحة في تسعة فصول.
2) بدأت رحلة الكتاب في 4 إبريل عام 2019، وخرج للوجود في شهر مارس عام 2022. جمع الكتاب بين الرواية والتحقيق والتحليل، مستعينا بأكثر من 260 مرجعا عربيا وإنجليزيا، فضلا عن عدد من الوثائق السرية التي تنشر لأول مرة.
3) بلغت عدد مسودات الكتاب نحو 78 مسودة، وكل مسودة استغرقت ساعات طويلة من المراجعة والمناقشة والاختلاف والاتفاق بين المؤلِفيّن.
4) قام المؤلفان بإجراء عدد كبير من المقابلات داخل ليبيا وخارجها، تم تسجيلها وتفريغها لاحقا. بدأت بقادة ميدانيين وسياسيين، وانتهت بالمبعوث الأممي الدكتور غسان سلامة، ونائبته ستيفاني ويليامز.
5) استعان المؤلفان بفريق ميداني تنقل بين محاور القتال بشكل دوري، يرصد ويدون التقارير الميدانية، يشتمل كل تقرير على المعارك ونتائجها، وتقدير موقف عسكري، مدعوماً بخرائط ورسومٍ توضيحية. بلغ عدد هذه التقارير 68 تقريرا شاملا، نشرنا نموذج منها في ملاحق الكتاب.
6) تواصل المؤلفان مع الجزيرة، وقدما لها الفصل الثامن الذي كان عن مكسيم شوغالي في ليبيا؛ لإجراء استقصاء شامل حول محاولة #تزويرإرادةالليبيين، وبالفعل أجريت المقابلة مع المؤلفين منذ يناير 2022، ثم ذهبت الجزيرة عميقاً في هذا الاستقصاء التي شاهده الملايين من الناس.
7) رحلة الكتاب كانت شاقة ومضنية كلفت المؤلفان جهودا بحثية ومادية، لم يكتفيا خلالها بالاعتماد على المصادر والمراجع، بل تجاوزا ذلك إلى التحقيق الاستقصائي المنهجي لغرض جمع المعطيات.
? ربما اعتادت ذاكرة شعوبنا أن يكون جهد التوثيق لاحقا للأحداث بعد فترة زمنية طويلة نسبيا، وهذا ما يجعله جهدا مضنيا، ويتسبب في ضياع الكثير من التفاصيل والمعطيات المهمة، حتى “المذكرات” ارتبطت كثيرا بفترات “التقاعد” من المجال العام، لكن الحقيقة أن ثورة التكنولوجيا ووسائل الاتصال جعلت ذلك ممكنا وعلى قدر كبير من الأهمية في ظل تزوير التاريخ والوقائع لاسيما تلك التي عشناها وتعيشها ليبيا منذ سنوات.
9) الوثائقي غطى فصلا واحدا، بينما باقي الكتاب به تفاصيل أخرى مثيرة ومهمة. المحصلة أن هذا العمل التوثيقي لا يمكن تقييمه بحجم الجهد والتعب، بل بما يمثله من (سردية وطنية)، وما يمثله من مرجع للأجيال القادمة وللمؤسسات البحثية وللمنصات الإعلامية. لم يكن هذا الجهد سطوا على أدوار المؤرخين، بل سدّا للثغرة من موقع السياسي المثقّف، وتلك جبهة أخرى لا يقاتل عليها من مثقفي ونخب ليبيا إلا قلة قليلة.
10) الظهور في عمل استقصائي محترف كان اعترافا بقيمة العمل التوثيقي في الكتاب، وكم جهد يهدر في ليبيا بالنكران والتجاهل وأسباب أخرى، فالأشخاص ذاهبون ويبقى أثرهم، وهذه صفحة نقلبها لنكتب التي تليها ولا نمزقها لنعبر بلا ماض.
11) الكتاب كشف اللثام عن الصراع الجيوسياسي بين الدول العظمى في ليبيا، من خلال وثائق سرية تنشر لأول مرة، كان أبرزها مذكرة تحقيقات مكتب النائب العام وشهادات الشهود، إضافة إلى أنه سجل بموضوعية؛ الانتهازية الامريكية، والاختراق الروسي، واشتباك الإرادة الليبية مع المشروع العسكري، وصراع إخوة الوطن الذي فتح ثغرات للاختراق الأجنبي.
12) الكتاب كان رصدا لظاهرة فيضان البيئة الدولية والإقليمية على الجغرافيا السياسية الليبية، وصرخة وطنية لاستنهاض النخبة، وتشييدا لسد وطني وكتلة تاريخية، قبل أن يتحول الفيضان إلى سيل جارف ينسف الدولة برمتها.
لذلك وأكثر.. ظهر كعوان والعرادي على قناة الجزيرة.. وما خفي أعظم.