Menu
in

مؤتمر مصالحة وطنية في ليبيا برعاية الاتحاد الإفريقي.. ما الجديد الذي سيقدمه في حل الأزمة السياسية؟

لا تزال ليبيا غارقة في أزمة سياسية حادة مستمرة منذ سنوات في ظل عدم وجود دستور ينظم الحياة السياسية ويرسى قواعد الحكم والسلطة في البلاد.

ورغم المحاولات المتعددة لتنظيم الانتخابات، وإفراز حكومة قوية موحدة تبسط نفوذها على كل ليبيا لا يزال الانقسام السياسي هو المسيطر على المشهد الحالي..

مؤخرا أعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي عزمها تنظيم مؤتمر للمصالحة الوطنية في ليبيا؛ لمحاولة إعادة الاستقرار للبلاد، حسبما أعلن رئيس المفوضية، موسى فكي محمد.

وقال فكي، في تصريحات لوكالة “فرانس برس” بعد مؤتمر صحفي اختتمت فيه قمة الاتحاد الأفريقي التي استمرت يومين: “لقد التقينا مع مختلف الأطراف البيئة؛
لأجل العمل معهم لتحديد موعد ومكان هذا المؤتمر الوطني.

وجاء الإعلان عقب اجتماع اللجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الإفريقي حول ليبيا التي شرعت في إنشاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يتعين أن يسبقها إجراء مشاورات مع المجلس الرئاسي.

المُصالحة تأتي من الليبيين أنفسهم

عضو مجلس النواب علي الصول رأى أن المصالحة الوطنية تأتي من الليبيين أنفسهم ولن تنجح أي مُبادرة من منظمات دولية أو إقليمية في ذلك.
وبيٌن الصول في تصريح للرائد أن الدول الإقليمية والمجتمع الدولي لا تريد حل الأزمة في ليبيا ولا التصالح بين الليبيين، مُشيرًا إلى أنهم يوجهون دعمهم لطرف على الطرف الآخر ويستغل في الانقسام الحاصل بين الليبيين.

وأيّد الصول أي مُبادرة تُساهم في المصالحة بين الليبيين، ولكن في حال لم يتصالحوا الليبيين مع أنفسهم لن يستطيع أي طرف من الأطراف الدولية التدخل في المُصالحة الوطنية، حسب تعبيره.

وتابع الصول: لدي ثقة بأن الليبيين سيجلسون على طاولة مُستديرة وليس مُستطيلة لا أحد يترأس على أحد.

تنافس دولي

الناشط السياسي موسى تيهوساي قال، إن استقرار ليبيا يضيف قيمة معنوية وتنموية كبيرة للقارة الإفريقية، حيث تعد ليبيا ثاني أكبر ممول للاتحاد الإفريقي منذ تأسيسه حتى الأعوام الأخيرة التي شهدت فيها ليبيا صراعات سياسية وأمنية.
ورأى تيهوساي في تصريح للرائد أن قادة الاتحاد الإفريقي يحاولون المساهمة بشكل مؤثر في تسوية الوضع في ليبيا؛ لأن جميع الدول الإفريقية لديها مصلحة مشتركة في عودة ليبيا إلى مكانتها الطبيعية ودورها الفعال.
وأضاف تيهوساي أن الاتحاد الإفريقي يُحاول أن يظهر أنه عمل وحاول ووضع رؤية مستقلة للحل بشقيها السياسي والاجتماعي “المصالحة” بغض النظر عن قدرته على فرض الحل وهذا جهد مُعتبر في ظل التنافس الدولي الذي أصبحت القارة الإفريقية ساحة له.

سيُساهم في حل الأزمة الليبي

عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي اعتبر أن مؤتمر المصالحة سيُساهم في حل الأزمة الليبية، وسيكون عاملا مُساعدا من أجل مصالحة شاملة لليبيين بالكامل.

وأضاف العرفي، في تصريح للرائد، أنه مع أي جهد يُثمر ويُساعد في التقارب بين الشعب الليبي، وطي صحفة الماضي، مُبينًا أنه لا بد من دخول طرف ثالث ليصلح ما بينهم وهذا شيء مُتعارف عليه.

المطلوب العدالة الانتقالية

عضو مجلس النواب، عصام الجهاني اعتبر “الحديث عن المصالحة الوطنية حق يراد به باطل”.

وقال الجهاني، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “ما تحتاجه ليبيا اليوم يتمثل في “العدالة الانتقالية”، خاصة أن الشارع الليبي تجاوز ضرورة المصالحة، كونه اليوم يتعايش مع بعضه البعض في كل المناطق”.

وتابع أن “المصالحة التي كانت ضرورة في سنوات سابقة تحققت بنسبة 80% في الوقت الراهن بشكل طبيعي، بعد تقبّل الشارع للتغيرات وتعايشهم وتسامحهم، بفضل عامل الوقت وإدراك أهمية ذلك”.

ورأى الجهاني أن “الوقت الذي يستغرق في إطار “المصالحة” يمكن استثماره في “العدالة الانتقالية” ومعالجة المماطلة السياسية التي تحدث من بعض الأطراف لعدم التقدم نحو الانتخابات”.

فهل ينجح الاتحاد الإفريقي في تحريك المياه الراكدة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين أم تراوح مبادرته مكانها كسابقتها؟

كُتب بواسطة Juma Mohammed

Exit mobile version