أثارت نتائج التحاليل التي أشرف عليها المركز الليبي المتقدم التابع لوزارة التعليم العالي بخصوص الخبز المسرطن ردود فعل وتفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما أكد مركز الرقابة على الأغذية والأدوية على عدم وجود مادة برومات البوتاسيوم المحظورة في التحاليل التي أجراها
ليبقى المواطن بعد ذلك في حيرة من أمره إزاء هذا التضارب في النتائج مما يجعل مصداقية هذه المؤسسات الرسمية على المحك ويزيد من شكوك المواطن في قيام اجهزة الدول بما يتوجب عليها فعله.
التحاليل تؤكد وجود المادة المسرطنة
نتائج تحاليل أجراها المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية التابع لوزارة التعليم العالي بشأن الخبز، الذي أكد وجود نسب عالية من مادة “برومات البوتاسيوم المسرطنة”، بعد إحالة 8 عينات دقيق للتحليل في مختبر “لاب ڤيت” المعتمد دوليًا في تونس.
وشملت العينات التي تم تحليلها أنواعا مختلفة من الدقيق مثل النور الطيب، والوسام الذهبي، وكنوز، والشركة الاستثمارية، والربيع، والعزيزية، وسهول الربيع، وجنات أفريقيا حيث ووصلت نسبة “برومات البوتاسيوم” في بعض العينات 26 ملغرام, بينما يفترض أن يكون المعدل الطبيعي أقل من “مايكروغرام” واحد.
الرقابة على الأغذية والأدوية ينفي
ومن جانب آخر نفى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وجود مادة “برومات البوتاسيوم” عبر نتائج التحاليل من شهر يناير 2021 وحتى يناير 2022.
وقال مسؤلون في المركز خلال مؤتمر صحفي، إنهم سيعيدون أخذ عينات من الدقيق بالتعاون مع مكتب النائب العام، وسيتخذون إجراءات التحقيق اللازمة حيال ذلك، مستغربين من نشر بيانات وصفوها بـ “غير الدقيقة” عن ثبوت وجود مادة برومات البوتاسيوم في الدقيق.
القيب يؤكد نتائج التحاليل
وخلال لقاء تلفزيوني أكد وزير التعليم العالي بحكومة الدبيبة عمران القيب أنّ تحليلات الهيئة الليبية للبحث العلمي أثبتت وجود برومات البوتاسيوم في عينات الخبز.
وأشار القيب إلى أنّه ستتم إعادة نتائج الفحوصات للخروج بنتيجة ثابتة بشأن وجود برومات البوتاسيوم في الخبز الذي يباع في السوق المحلية، وأن اختلاف نتائج العينات بين البحث العلمي ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية أمر طبيعي وسيترتب عنه إعادة الفحوصات للحصول على نتائج ثابتة.
تناقض خطير
الناطق باسم جهاز الحرس البلدي “امحمد الناعم” قال في تصريح للرائد، إن التناقض بين تقرير المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية ومركز الرقابة على الأغذية حول وجود مادة برومات البوتاسيوم بالخبز أمر خطير، مؤكدا عدم ضبط أي مخبز يعمل بمادة برومات البوتاسيوم في عملية تصنيع الخبز.
كما طالب الناعم بتشكيل لجنة حيادية من قبل السلطة العليا لإعادة فحص عينات الخبز والتأكد مما إذا كانت تحتوي على هذه المادة برومات البوتاسيوم مضيفا أنهم لن يتهاونوا مع من يستخدم هذه المواد.
لا وجود لمعايير صحيحة
وفي ذات السياق قال رئيس منظمة الرقيب لحماية المستهلك وائل الصغير في تصريح للرائد, إنهم في منظمة الرقيب يشككون فى كل النتائج، و فى عمل أجهزة الدولة؛ لعدم وجود المعايير الصحيحة.
وأضاف الصغير أنه من حق المواطن أن يشكك فى كل مايصدر عن الدولة في هذا الشأن؛ لعدم وجود مختبرات أغذية معتمدة بليبيا، وفقا للمواصفات الدولية، مشيرا الى أن هذا الملف من اختصاص وزارة الاقتصاد، ولديها إدارة تسمى حماية المستهلك، لكن للأسف لا تعمل شيئاً.
لا علاقة للمخابز بذلك
ولاتصال ملف الخبز المسرطن الوثيق بالمخابز وعملها فقد اخلى نقيب الخبازين في المنطقة الشرقية محمود العريبي في تصريحات صحفية مسؤولية المخابز عن وجود أي مادة في الدقيق؛ لأنهم مصنعون للخبز فقط، وليس لهم علاقة بصناعة الدقيق.
وتابع العريبي أنهم لايعتدون إلا بنتائج التحاليل الصادرة من مركز الرقابة على الأغذية والأدوية فقط؛ لأنها الجهة المخولة من الدولة الليبية.
السبب تفاعل كيميائي
ومن زاوية أخرى للموضوع توقع رئيس وحدة سوق الجمعة للرقابة على الأغذية والأدوية أبوبكر مروان في تصريحات صحفية وجود برومات البوتاسيوم في المياه؛ بسبب تفاعل مادة البرومايد مع مادة الأوزون المعالجة للمياه.
وأضاف مروان أن المشكلة ليست في البرومات فقط؛ لأن هناك مخلفات العقاقير الطبية وبقايا المبيدات والمعادن الثقيلة والتي تسبب في الفشل الكلوي والعقم وتأخر الإنجاب والسرطان والذي لوحظ تفاقمه في المجتمع، مشيرا إلى أنه لا يستبعد وجود المادة في الدقيق، لكن آلية إرسال العينات كانت غير صحيحة.