Menu
in

بنزيمة نموذج حي لفائدته.. والفيفا يؤكد: الصيام عامل محفز لتألق الرياضيين

صنع اللاعب الدولي الفرنسي كريم بنزيمة الحدث في الوسط الرياضي العالمي، يوم الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، بتسجيله لثلاثة أهداف كاملة في مرمى نادي تشيلسي الإنجليزي، قاد بها فريقه ريال مدريد الإسباني لفوز مهم (3-1) في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ولم يكن صنع بنزيمة للحدث فقط بسبب أدائه الخرافي في تلك المباراة، بل لكون أنّ ذلك الإنجاز الرياضي الكبير قد حققه اللاعب ذو الأصول الجزائرية، بعد يوم من الصيام وأنّه أفطر على بعض التمرات وقليل من السوائل قبل نحو 13 دقيقة فقط عن بداية المباراة.

تصريحات بنزيمة حول صيام رمضان تثير انتباه العالم 

ومن محاسن الصدف أنّ التألق المميز لبنزيمة في مباراة تشيلسي قد جاء بعد يومين فقط من التصريحات المثيرة والجميلة التي تناقلتها الصحافة العالمية المختصة وغير المختصة، نقلاً عن حوار أدلى به لمجلة “سكواير” الأمريكية، وقال فيه: “رمضان جزء من حياتي، وديني يجعل رمضان فريضة، وبالنسبة لي فإنه أمر مهم للغاية، وأشعر أني بحالة جيدة عندما أصوم، أنا ممتن لرمضان لكوني في صحة جيدة”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها بنزيمة تمسكه بصوم رمضان وفخره بدينه الإسلامي، فقد دأب في السنوات القليلة الماضية على نشر صوره، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مرتدياً الجلباب وهو يتناول الإفطار بعد الصيام، مُرفقاً تلك الصور بعبارة “صحّ فطوركم”.

وعلى غرار بنزيمة فقد لفت العديد من اللاعبين المسلمين الأنظار بإصرارهم على الصوم أيام المواجهات الرسمية رفقة أنديتهم الأوروبية المحترفة، مهما كانت أهمية تلك المباريات.

ثلاثي مغربي أصرّ على الصيام يوم مباراة حاسمة 

فقد قرر اللاعبون المغاربة حكيم زياش ونصير مزراوي وزكريا لَبيض صيام اليوم الثالث من شهر رمضان لسنة 1440 هجري والمتزامن مع شهر مايو لعام 2019، والذي جاء في موعد مباراة حاسمة لفريقهم أياكس أمستردام الهولندي مع نادي توتنهام الإنجليزي لحساب مواجهة الإياب للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وقام اللاعبان زياش ومزراوي بالإفطار عند المغرب في الدقيقة الـ21 من المباراة، وذلك بتناول كيس صغير من المشروبات، فيما لم يلعب لَبيض المباراة.

كما انتشرت في رمضان العام الماضي ظاهرة إفطار بعض اللاعبين المسلمين خلال مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وكان اللاعب الدولي الجزائري سعيد بن رحمة أحد أبطالها ، لما أوقف حكم مباراة بيرنلي ووست هام المواجهة في دقيقتها الـ35 قصد السماح للنجم الجزائري بـ”كسر صيامه” عند أذان المغرب.

وانتهت تلك المباراة بفوز وست هام بنتيجة (2-1)، حيث منح بن رحمة تمريرة الهدف الثاني في الدقيقة الـ29 من اللقاء، كما أدى إحدى أفضل مبارياته لذلك الموسم

وبغض النظر عن الصورة الجميلة والإيجابية التي يقدمها اللاعبون المسلمون الصائمون بأوروبا، فإنّ أداءهم المميز خلال شهر رمضان المبارك يؤكد عدم تأثير الصيام على نشاط الرياضي حتى ولو كان لاعباً محترفاً في المستوى العالي.

مفاجآت في دراسة لدكتور جزائري بطلب من الفيفا 

وقد أكد على ذلك الكثير من المختصين على غرار الدكتور الجزائري ياسين زرقيني، رئيس اللجنة الطبية لدى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، والعضو السابق للجنة الطبية باتحاد الكرة الدولي “فيفا” الذي أنجز، في السنوات الماضية، عدة دراسات علمية بطلب وبإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم حول تأثير صيام شهر رمضان على أداء لاعبي كرة القدم.

وقد أثبتت تلك الدراسات أنّ الصيام لا يضر بتاتاً بصحة اللاعبين ولا يؤثر على لياقتهم البدنية، ولكنه بالعكس قد يكون محفزاً إيجابياً عند بعض الرياضيين.

وكشف الدكتور زرقيني، في إحدى تصريحاته السابقة، أنّ قصة اهتمام “الفيفا” بصيام اللاعبين في شهر رمضان تعود إلى العام 2004، وذلك خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل الصالات التي جرت بغواتيمالا، حيث أثار المنتخب المصري، الذي شارك في الدورة انتباه المتتبعين، عندما حقق نتائج جيدة في الأسبوع الأول من البطولة ثم تراجع أداؤه بشكل غريب في الأسبوع الثاني، ما طرح عدة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لذلك.

ولما علم رئيس “الفيفا”، في ذلك الوقت، السويسري جوزيف سيب بلاتر، بأنّ اللاعبين المصريين كانوا صائمين طلب من الدكتور زرقيني القيام بدراسة حول الموضوع.

وهي الدراسة أو الدراسات الميدانية التي قام بها الدكتور طيلة 8 سنوات، بالجزائر وبتونس وقطر وحتى بأوروبا خلال معسكرات الأندية والمنتخبات العربية، وكشفت أنّ الصيام ليست له أي آثار سلبية على صحة اللاعبين ولياقتهم البدنية، وأنّ اللاعبين الصائمين كانوا أحسن في اختبار قياس السرعة من اللاعبين المُفطرين، ما يعني أنّ عامل الصيام بإمكانه أن يكون محفزاً بالنسبة لبعض الرياضيين، وأنّ الأمر مرتبط أساساً بالناحية النفسية والإيمانية لكل لاعب.

وبالمقابل لا يزال البعض حتى لا أقول الكثير من اللاعبين المسلمين المحترفين بأوروبا يكتفون بالصوم، في رمضان، خلال حصص المران ويفطرون أيام خوضهم للمباريات، ثم يقضونها “عندما تتاح لهم الفرصة”، بعد نهاية الشهر الفضيل، معتمدين على فتاوى قديمة وجديدة.

المصدر: عربي بوست

أُترك رد

Exit mobile version