لليوم السادس على التوالي تواصل حكومة الدبيبة إغلاق المجال الجوي للرحلات الداخلية؛ لمنع ذهاب أو هبوط أي طائرة تقل رئيس وزراء الحكومة الجديدة من وإلى مدينة طبرق؛ بعد منعهم من السفر جوا لأداء اليمين الدستوري الخميس الماضي، واعتقال وزيري الخارجية والثقافة قبل إطلاق سراحهما بعد ضغوطات محلية ودولية.
وبرر الناطق باسم حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها محمد حمودة إغلاق الأجواء الخميس، برصدهم طائرات مسيرة بالقرب من مطار معيتيقة.
ومن جانبه قال مدير مطار معيتيقة لطفي الطبيب في صريح صحفي، إن توقف الرحلات جاء بسبب توقف منظومة الجوازات بالمطار، مشيرًا إلى أنهم لا يمكنهم استقبال أو إقلاع أي رحلات.
وقدمت الشركة الليبية للخدمات الأرضية من جانبها بلاغا للنائب العام؛ بسبب توقف منظومة الحجوزات بمطار امعيتيقة الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن رحلتها القاصدة تونس ألغيت بعد صعود الركاب الطائرة، وبينهم حالة مرضية حرجة.
وأدان رئيس الحكومة فتحي باشاغا الإجراءات التي شملت إغلاق المجال الجوّي والبري؛ لمنع الوزراء من الوصول لطبرق لتأدية القسم، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال تعد أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 2020.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس في بيان له، إن هذه الإجراءات المخالفة للقانون أدت إلى تعطيل رحلات علاج لعدة مواطنين، الأمر الذي يُعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان المكفولة دستورياً، حيث تم احتجاز وزير الخارجية ووزيرة الثقافة، في حين تمكن البقية من الوصول إلى طبرق لأداء اليمين أمام مجلس النواب.
وأكد باشاغا رفضه رفضا قاطعا مثل هذه التصرفات الخارجة عن القانون، مضيفا أنّ هذا التصرفات لن تزيدهم إلا إصرارا على استكمال مسار الوحدة والبناء والسلام.
خطأ شنيع
من جهته قال عضو مجلس النواب، سليمان الفقيه في تصريح للرائد، إن ما تقوم به حكومة “الدبيبة” حالياً من إغلاق للمجال الجوي بين الشرق والغرب أمر مرفوض وخطأ شنيع، ولا يقدم خدمة للمواطن، مضيفا أن الحكومة جاءت لخدمة المواطن، وليس لتضييق الخناق عليه.
عرقلة وتمسك بالسلطة
واعتبر عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي في تصريح للرائد، إغلاق الدبيبة للمجال الجوي تصرف غير مسؤول، وغير مُبرر متسائلا ما ذنب المواطن البسيط وحقه في التنقل داخل بلاده؟
وأضاف العرفي أن الدبيبة متسمك بالسلطة، وأغلق المجال الجوي؛ لعرقله سفر وزراء حكومة باشاغا لطبرق، مشيرًا إلى أن الدبيبة يبحث عن قاعدة دستورية، ويقوم بإنشاء المُبادرات” وكأن الدولة لا يوجد بها إلا الدبيبة وعائلته هي من تسن القوانين”.
وأوضح العرفي أن كل من وصل إلى طبرق من الوزراء أدى اليمين أمام هيئة رئاسة مجلس النواب، لافتًا إلى أنهم في انتظار أن يُباشر “فتحي باشاغا” مهامه من العاصمة طرابلس.
وذكر العرفي أنهم ينتظرون من الدبيبة وكل من هو موجود معه أن يحكم لغة العقل ويتم التسليم والاستلام إذا كانوا فعلاً صادقين وجادين في السير نحو الانتخابات ونحو توحيد المؤسسات والمُصالحة الوطنية الشاملة.
تصعيد قد يؤدي لانزلاق عسكري
ورأى المحلل السياسي علي أبوزيد في تصريح للرائد، أن إيقاف الرحلات الداخلية من قبل الدبيبة أمر غير مبرر، ويعكس مدى التمسك لديه بالسلطة واستعداده لخلق أزمة للمواطن في سبيل ذلك،
وهو أيضاً تصعيد وإحداث للتوتر قد يؤدي لانزلاق نحو المواجهة العسكرية.
وأضاف أبوزيد أن موقف السكوت من قبل المجلس الأعلى للدولة وكثير من الفاعليات التي تدعي انحيازها للمواطن بخصوص هذا الإغلاق الذي أدى إلى تعطل كثير منهم وتكبدهم لمعاناة السفر براً يؤكد تورطهم وتواطؤهم مع الدبيبة.
غير متزن
ومن جهته وصف المحلل السياسي موسى تيهو ساي، في تصريح للرائد، تعليق الرحلات الداخلية بالعمل غير المسؤول وغير المبرر، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن الاهتمام بحالة المواطن بينما تحرمه من حرية السفر والتنقل في ظل استمرار مخاطر الطرقات البرية وبعد المسافات، مشيرًا إلى أن استخدامات المجال الجوي كورقة سياسية تصرف غير متزن وقد يجر إلى ردات فعل لا تحمد عقباها على المستوى السياسي والاستقرار في البلاد.