يبدو أن مسار مقاضاة حفتر على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في المحاكم الأمريكية قد بدأ يؤتى أكله، فعلى الرغم من عدم صدور حكم صحيح ضده إلى الآن غير أن قبوله للمثول أمام المحكمة في هذه القضايا يعد تطورا مهما،
فبينما ينشط عدد من الليبيين في أمريكا في ملف المحاكمات هذا يتساءل كثيرون عن وقع هذه المحاكمات على الرأي العام في ليبيا وخاصة في هذه الآونة التي تستعد فيها البلاد لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
قبول حفتر للمحاكمة
رئيس التحالف الليبي الأمريكي عصام عميش قال عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن فريق محامي حفتر سيتقدّم بعرض قَبول خليفة حفتر للمثول أمام المحكمة في التاسع من نوفمبر الجاري عن طريق التقنية الإلكترونية ولن تكون بحضور أحد أو بنقل الإعلام، فيما ستظهر مخرجات الجلسة للجمهور فيما بعد.
وأضاف عميش أنه إذا لم يجب فريق محاماة حفتر على الأسئلة في أقرب وقت ستصدر قاضية المحكمة حكما غيابيا في حق خليفة حفتر، بناءً على تهربه وفريقه من إجابة أسئلة محامي الضحايا.
مجرد مناورة
وفي ذات السياق قال رئيس مؤسسة الديمقراطية عماد الدين المنتصر إنه لابد من الاستعداد لكل الاحتمالات القانونية والسياسية لأن تظاهر حفتر بالتجاوب مع المحكمة في هذه المرحلة يعطيه خيارات وفرصا للمناورة على المدى القريب والمتوسط.
وأضاف المنتصر أن تفاعل الجالية الليبية في أمريكا وكذلك الضغط الشعبي على الحكومة في طرابلس مهم الآن
بداية لمحاكمة مجرمى الحرب
وقال المدير التنفيذي للتحالف الليبي الأمريكي مصدق حبراره، عبر صفحته عل فيسبوك إن أسبوعا واحد يفصلنا عن مثول حفتر للتحقيق أمام محكمة شمال ڤيريجينا،لسماع أقواله عبر الزوم، مشيرا إلى مواجهة أول مجرم حرب فى تاريخ ليبيا القضاء، معلقا: سنجلبهم للعدالة طال الزمان أو قصر و ما زال.
لن يؤثر في الرأي العام
وفي إجابته عن تساؤل الرائد حول تأثير هذه المحاكمة على الرأي العام في ليبيا، رأى المهتم بالشان العام سليمان بن صالح أن حفتر لا يعبأ بالرأي العام في ليبيا ولا يعمل له حساباً، حتى في الانتخابات الرئاسية إذا ما قرر خوضها فإنه سيكون معتمداً على الترتيبات التي سيتخذها الموالون له الذين يمسكون بزمام القوة في المنطقة الشرقية والجنوبية
وأضاف بن صالح أنه من بين هذه الترتيبات هو توجيه كل منتسبي جيش حفتر للتصويت له، وشراء أصوات بعض المؤسسات المدنية، وإجبار أخرى على التصويت له، وأيضاً العمل على تقزيم المترشحين غيره خصوصاً من المنطقة الشرقية، لذلك أعتقد أنه لن تكون هناك أية أهمية تذكر لمسألة محاكمته في أمريكا أو لمسألة حيازته للجنسية الأمريكية، وحتى الأخبار المتداولة بشأن زيارته لدولة الكيان الصهيوني لن تكون لها أي أهمية
يطلب دعم إسرائيل
وفي خطوة للبحث ربما عن حلفاء آخرين خاصة بعد تقدم ملف المحاكمات في أمريكا قال موقع ميدل ايست مونيتور البريطاني نقلا عن الصحفي الإسرائيلي “إيتاي بلومينتال” إن عددا من مساعدي خليفة حفتر وصلوا إلى إسرائيل على متن طائرة خاصة أقلعت من الإمارات.
وأضاف الصحفي ” بلومنتال” أن حفتر يحظى بدعم روسيا ومصر والإمارات والأردن وفرنسا وإسرائيل لافتا الى أنه لم يتم الكشف عن أي معلومات رسمية حول الزيارة
محامي الضحايا يشتكي من المماطلة
وكانت المحكمة قد رفضت كل محاولات حفتر السابقة في التهرب من الاستجواب حيث استمعت المحكمة في الـ 29 من أكتوبر الماضي إلى محامي الضحايا في القضايا الثلاث المرفوعة ضده، كما اشتكى محامو الضحايا من المماطلة واستنزاف مواردهم جراء هذه المماطلات من قبل خليفة حفتر، لكن القاضية شددت مرة أخرى على استعدادها لإنزال عقوبات ضد حفتر إن استمر في الامتناع عن الخضوع للاستجواب