في خضم الحديث عن الانتخابات في ليبيا والمعوقات التي قد تقف أمام إجرائها في موعدها، يبرز تقرير لواشنطن بوست وجه الأنظار لملف آخر قد يعيق بدوره الاستقرار في البلاد، وهو ما وصفته “بالاحتيال المتفشي في المصرف المركزي” داعيا في الوقت ذاته الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى اتخاذ سياسية أكثر فعالية تجاه الأوضاع في ليبيا
هجوم لاذع
واشنطن تايمز شنت هجوما لاذعا على الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي متهمة إياه بالسيطرة على كميات كبيرة من الإيرادات وإنشاء شبكة لاستغلال السوق السوداء لتحقيق أرباح غير مشروعة، حيث يوجه – هو وشركاؤه- الأموال إلى الميليشيات، التي تثير الاضطرابات في البلاد، ويؤكد التقرير أن الحكومة المنتخبة يمكنها إصلاح مصرف ليبيا المركزي، وإذا لزم الأمر ، تثبيت قيادة جديدة له
انتهاكات بالملايين
واستدعت التايمز في ثنايا هجومها على “الكبير” ما صدر عن منظمة “غلوبال ويتنس الدولية” أن هناك انتهاكات في الاعتمادات الممنوحة من البنك المركزي حيث يتم تحويل ملايين الدولارات من -الأموال العامة لتمويل الميليشيات- وأن هناك احتيالا متفشيا في مصرف ليبيا المركزي
وعدت التايمز في تقريرها الفساد داخل النظام المالي الليبي والاقتتال السياسي الداخلي بالمعرقلين لمسار ليبيا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا، مشيرة إلى أن الانتخابات هي أفضل وسيلة لضمان المساءلة المناسبة وسياسات الإصلاح التي تشتد الحاجة إليها في ليبيا
ولم يتمكن مجلسا النواب والاعلى للدولة من التوافق على محافظ جديد للمصرف المركزي رغم عقدهم لاتفاق على آلية لتوزيع المناصب السيادية بمدينة بوزنيقة المغربية في يناير الماضي والتي على رأسها منصب المحافظ
وفي هذا الصدد فشلت العديد من المحاولات التي قام بها البرلمان منذ 2014 من إقالة الصديق الكبير وتعيين بديل له على الرغم من انتهاء فترة ولايته القانونية عقب تعيينه من قبل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في 2011
ليبيا أمن قومي لأمريكا
وعن مسار الانتخابات فقد اعتبرت الصحيفة أن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وحلفائها على البحر الأبيض المتوسط ، أن تتقدم ليبيا بذكاء نحو إنتاج حكومة نزيهة وفاعلة ، يمكنها أن توفر أمنًا ونموًا اقتصاديًا واستقرارًا سياسيًا أفضل
رسالة لبايدن
وتابعت الصحيفة أنه ينبغي على إدارة بايدن أن تكرس المزيد من اهتمامها وتحشد شركاءها الأوروبيين في قيادة سياسة منسقة بشأن ليبيا لغرض الوصول بالبلاد لهذه الحكومة المنتخبة مشيرة إلى أن إدارة أوباما وحلفاءها قد فشلوا في مساعدة ليبيا بخطة إعادة إعمار فعالة وفي الوقت المناسب، والتي كان من شأنها أن تحقق الاستقرار في البلاد وترسم مستقبلًا اقتصاديًا وسياسيًا مثمرًا
وبينما أقر مجلس النواب قانوني الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ لايزال احتمال تعثر سير الانتخابات وإجرائها في موعدها المقرر في ديسمبر القادم ممكنا، وذلك في ظل دعوات العديد من الأطراف السياسية للتوافق بشكل أكثر في إعداد هذه القوانين