الرياضة بألعابها المختلفة سواءً الجماعية أو الفردية؛ باتت ومنذ زمن ليس بالقصير صناعة إدارية قبل أن تكون صناعة فنية، فالأولى هي غايةٌ كبرى لنيل الثانية.
ما تعيشه الأندية الليبية شيء مؤسف وسخيف في آن، فبعضها تُسيّرها مجموعة من “اللصوص والنفعيين” الذين تصدروا المشهد دون أن يفقهوا في الرياضة شيئاً، بل إن نفراً منهم لا يجيد الكتابة والقراءة بشكل اعتيادي، فقط جاؤوا؛ لأنهم يمتلكون المال والنفوذ، لكنهم نسوا أو تناسوا أن المال وحده لا يجلب الألقاب، ولا يرسم طريق النجاح.
أنديةٌ أخرى لا تقل سوءًا عن سابقاتها، تعيش على رضا الحاج أو المهندس أو الملياردير الذي لا يبخل عنهم دعماً بـ “ملايين البونتا” فيتم الصرف بسخاء لجلب اللاعب فلان والتعاقد مع علان، والمحصلة عشوائية لا متناهية.
في عالم كرة القدم الحظ قد يأتيك مرة أو اثنين على شكل “طفرات”، لكنه لا يستديم ولا يجاورك دائماً حتى وإن خُيّل لك بأنك ناجح، فما هو إلا حظ عابر سيأتِي يوما، وتشرق شمس الحقيقةـ وينكشف العبث كله.
أكتب هذه الكلمات ونحن مقبلون على موسم كروي جديد، وحتى قبل انطلاقته شاهدنا العجب العجاب في سياسة الصرف المالي والإنفاق على لاعبين دُفِع لأجلهم الملايين بالدينار الليبي، وبالعملة الصعبة؛ إرضاءً للجماهير وترضيةً للمنتقدين من حاشية النادي المعروفين في الوسط الرياضي المحلي بـ “الزابيطه”.
ما لم تكن هناك دراسة حقيقية للإنفاق وتخطيط للمستقبل، وما لم توضع رؤى واستراتيجيات واضحة سنظل نراوح مكاننا ولن نتطور مطلقاً.
بهذه العقلية سيتواصل الفشل، ويستمر العبث والتخلف في هذه البلاد، ويبقى الجمهور الرياضي أكبر الخاسرين في المنظومة الكروية ككل.
الكاتب الرياضي “عبداللطيف السكير”