أثارت دعوة حفتر للرئاسي وللحكومة لحضور استعراض عسكري لمليشياته في بنغازي جدلا واسعا في الشارع الليبي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بينما صمت رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وعضو المجلس موسى الكوني، كما لم يرد رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة على تلك الدعوة!
حذر عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي من هذا التصرف واصفا إياه بالأحادي، داعيا المجتمع الدولي والبعثة إلى القيام بدور نشط لتفادي أي تصعيد مستقبلي يهدد السلم الأهلي
اللافي يحذر
عضو المجلس الرئاسي بصفة “القائد الأعلى للجيش الليبي” عبد الله اللافي أكد على ضرورة تجنب القيام بأي تصرفات أحادية مثل المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية منوها إلى أن قيام أي طرف بتصرفات أحادية يعطي المبرر لأطراف أخرى للقيام بتصرفات تؤدي إلى عرقلة العملية السياسية وتعيق توحيد المؤسسة العسكرية وتهدد السلم الأهلي
وناشد اللافي عبر بيان له جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن كل ما من شأنه المساس بالمسار السياسي عبر اتخاذ خطوات أحادية غير محسوبة، مطالبا الدول الراعية للاتفاق والبعثة بأن يقوموا بدور نشط وفعال لتفادي أي تطورات تهدد ما تم إنجازه
ثلث السلطة
وعلق الكاتب الليبي علي أبوزيد على بيان اللافي قائلا “القائد الأعلى يناشد الأطراف”
وأضاف أبوزيد على صفحته الشخصية أن بيان اللافي في الحقيقة يمثل ثلث القائد الأعلى لأن البيان صادر عن واحد من ثلاثة، مردفا أن “الاثنين الآخرين لا يملكان المقدرة حتى على المناشدة” في إشارة لصمت المنفي والكوني.
وفيما يخص دعوة حفتر المنفي والدبيبة إلى حضور استعراض مليشياته قال أبوزيد إن الإشكالية ليست في استجابة المنفي والدبيبة للدعوة من عدمها، بل الإشكالية في الدعوة نفسها، والتي تؤكد أن حفتر يرى في نفسه سلطة عليا غير معنية بأي سلطة مدنية ولا تخضع لها وفق قوله.
ورأى أبوزيد أن محاولة تجاوز الحرج من دعوة حفتر بإرسال من ينوب عنهم هو هروب من معالجة وضع حفتر المتمرد بهدوء مستفز على السلطة الجديدة، وهو أيضاً فشل في اختبار يكرره حفتر ليؤكد أنه أقوى من هذه السلطة العاجزة عن اتخاذ أي إجراء بحقه، وهو ما سيزيد من قوة موقف حفتر ويزيّن له جعل تمرده الهادئ إلى تمرد عنيف.
بيان غير واضح
وتساءل الناشط السياسي عبد المالك المدني عن ما إذا كان المقصود في بيان عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي؟ الاستعراض الذي سيقيمه حفتر أم الإستعراض التي تجهز له قوات “بركان
الغضب” في ذكرى تحرير طرابلس.
وقال المدني في منشور له على صفحته الرسمية إنه إذا كان المقصود استعراض حفتر فلماذا لم يسمّ الأشياء بمسمياتها ويطالب بإيقافه فوراً باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي وليس الاكتفاء” ببيان ركيك يُتداول على منصات التواصل الاجتماعي”
واعتبر المدني أن الشيء الأهم ، هو خروج البيان باسم أحد أعضاء المجلس الرئاسي وهو خروج عن الإجماع المطلوب داخل الرئاسي حسب وصفه.
دعوات مستفزة
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام رسائل دعوة موجهة من خليفة حفتر لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ونائبيه ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وحكومته لحضور استعراض عسكري لمليشياته في 29 من مايو الجاري ببنغازي
دعوة حفتر للمنفي لم تتضمن وصفه بالقائد الأعلى للجيش الليبي بل وصف نفسه بـ الـ “القائد العام للقوات الليبية المسلحة” كما أن دعوته للدبيبة تأتي عقب منعه له ولحكومته من عقد اجتماعهم ببنغازي في أبريل الماضي
أسلحة مصرية
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لشاحنات عسكرية تحمل صواريخ كبيرة ومنظومات دفاع جوي قادمة من الحدود مع مصر متجهة لمكان العرض العسكري لحفتر في قاعدة بنينا الجوية ببنغازي
ودأبت مليشيات حفتر على القيام بمثل هذه العروض العسكرية تزامنا مع ذكرى ما يعرف بعملية الكرامة والتي استولى فيها حفتر على المنطقة الشرقية عقب عمليات عسكرية واسعة استعان خلالها بقوات أجنبية من عدة دول مثل الإمارات وفرنسا ومصر والأردن بحسب عدة تقارير دولية.
