كشف رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان، أن قائد مليشيات ما تعرف بـ “الكرامة” خليفة حفتر يعمل على استخدام حكومة الوحدة الوطنية ووزرائها كبديل عن حكومة عبدالله الثني التي ساندته في كامل تحركاتها بأوامر مباشرة منه، مؤكدا أن حفتر كان داعم لقائمة (المنفي – الدبيبة) أثناء لقاء جنيف خلال اختيار المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.
صوان أكد، خلال لقاء له مع موقع “العربي21” أن حفتر شارك في تسمية قائمة كبيرة من وزراء ووكلاء الحكومة الجديدة، لافتا أنه يرغب في استنساخ نموذج مشابه للنموذج الباكستاني في ليبيا، بحيث تكون هناك سلطة برأسين، تُعني فيها القيادة العسكرية بشكل مستقل بتأمين الحدود وحفظ الأمن وبناء الجيش، وأن تهتم الحكومة فقط بتقديم الخدمات وتوفر له الميزانية ولا تنازعه السلطة”، منوها إلى “حفتر ماض في هذا الأمر، مستغلا أن الحكومة ليست من أطراف الصراع التي يمكن أن تمنع تغوله”.
الحكومة المؤقتة التي تراسها عبدالله الثني منذ 2014 ساهمت بشكل كبير في تنفيد قرارات حفتر في كامل المنطقة الشرقية ورفضها لتسليم الرئاسة للحكومات المتعاقبة إلا الحكومة الوحدة الوطنية التي منحها مجلس النواب الثقة في مارس الماضي في مدينة سرت.
ولم يمنح رئيس الحكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الثقة إلا بعد تسمية عدد كبير من تشكيلة وزراء ووكلاء حكومة من المنطقة الشرقية بإيعاز وتوجية مباشر من حفتر عن تسميات عرفت بولائها له على مدار السنوات الماضية
مليشيات حفتر منعت الدبيبة وزراءه من الهبوط في مطار بنينا في أبريل الماضي بعد وضعهم شروط خاصة بالخضوع لحفتر وتقديم كامل الدعم له والاعتراف بجرائمة التي سميت بـ “الكرامة”
استعراض الكرامة
وفي تأكيد على هذه التصريحات أرسل حفتر دعوات خاصة لحضور استعراض مليشياته في 29 من الشهر الجاري بعد انتحاله صفة القائد العام للقوات الليبية المسلحة لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بدون ذكر صفته قائدا أعلى للجيش الليبي، ورئيس الحكومة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة ووزراء حكومته الذين منعهم حفتر من زيارة مدينة بنغازي في أبريل الماضي؛ للوقوف على حجم الدمار الذي شهدته المدينة واستحواذهم على الممتلكات الخاصة والعامة باسم مليشيات حفتر.
كما بينّ صوان أن حفتر اعترف على غير عادته بالحكومة وأثنى عليها, واستقبل رئيس المجلس الرئاسي السيد المنفي كقائد أعلى للجيش وأبدى قبولا بالحكومة، ثم شارك في تسمية قائمة كبيرة من وزرائها ووكلائها لافتا أن تصرفات حفتر بمنعه لوفد الحكومة من الهبوط في بنغازي واشتراطه أن تتحرك فقط تحت حمايته تفسر بشكل أوضح ما يسعى إليه حفتر.