شهدت دولة تشاد خلال اليومين الماضيين توترات أمنية واشتباكات بين القوات الحكومية وبعض المتمردين بدعم خارجي، أدت إلى مقتل الرئيس التشادي إدريس دبي.
ولفت الأنظار أن هؤلاء المتمردين عدد منهم كان يتواجد في ليبيا وحارب مع مليشيات حفتر في حربه على طرابلس، وكانوا يتمركزون في مناطق مختلفة من ليبيا.
حيث كانت البداية من قبل مجموعة مسلحة كانت تتمركز في ليبيا تحمل اسم جبهة التغيير والوفاق، حين هاجمت نقطة حدودية تشادية في شمال البلاد يوم الانتخابات.
الفوضى الأولى خارج ليبيا
هذه المجموعات التي كانت في ليبيا تلقت تدريبات وعتادا عسكريا أصبحت قادرة على خوض حروبها الخارجية بمفردها.
فكانت تشاد أولى الدول المتضررة من حفتر ومرتزقته التي استفادت من حربها معه، فسببت فوضى أمنية في تشاد، وقتلت الرئيس التنشادي إدريس دبي وأعلن انقلاب عسكري في البلاد، وتعيين مجلس عسكري يقوده نجل الرئيس المقتول.
مدرعات إماراتية
يبدو أن حفتر لم يعد بحاجة إلى المدرعات التي زودته بها الإمارات خلال عدوانه على طرابلس وما قبلها عقب فشله، فقرر نقل الأمر إلى دول الجوار، حيث تداول عدد من النشطاء مقاطع فيديو توضح وجود هذه المدرعات في المعارك في تشاد.
المدرعات كانت تحمل الأعلام الليبية التي لم يتم نزعها عند إخراجها من ليبيا عبر الحدود.
علاقة متوترة
ربط عدد من المتابعيين الأحداث في تشاد بالدعم العسكري الذي تلقاه المتمردون من حفتر وداعميه بإلاطاحة بالحكومة التشادية؛ حيث شهدت مؤخرا توترا في العلاقة بعد اعتراض دبي على عدوان حفتر على طرابلس الذي اعتبره دبي حدثا عابرا.
رغم ان دولة فرنسا كانت داعمة لحفتر، ولا تخفى علاقة دبي الوثيقة بها، ولكن هذا الموقف لم يكن حفتر ينتظره من دبي.
ويبدو أن دبي انزعج من استعانة حفتر بالمرتزقة لدعمه ما كان في وجهة نظر دبي خطرا أصبح يهدد دول أمن الجوار.
الجنوب الليبي في خطر
ومع الفوضى الأمني التي باتت في تشاد والانفلات الأمني يبقى الجنوب الليبي في خطر أمني بشكل متصاعد، من خلال عودة آلاف المرتزقة إلى قواعدهم، والتي سبق أن وفرها لهم حفتر في مناطق عدة كالجفرة.
ومع مايشهده الجنوب الليبي قبل ذلك من وضع مزر من تردي الوضع الأمني والصحي والمعيشي، حيث يعد احتمالية أعمال نزوح من تشاد إلى ليبيا ” بؤسا شديدا يضاف للجنوب؛ ما يتطلب تحركا جديا للحكومة الليبية.