يزداد الزخم المحلي والدولي يوما بعد يوم حول الوصول لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وهو الـ24 من ديسمبر المقبل، وفق خارطة الطريق التي أقرها أعضاء ملتقى الحوار السياسي في تونس.
ويتطلب عقد هذه الانتخابات في موعدها دعما محليا ودوليا، وهذا ما نراه حاليا من إصدار للبيانات الداعمة بالدفع نحو إجراء الانتخابات، ناهيك عن العمل المحلي الكبير الذي يقع على عاثق الحكومة الجديدة والمفوضية العليا للانتخابات لتتويج هذا المكسب والعرس الديمقراطي.
دعم دولي وأممي
في وقت سابق كان المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا “يان كوبيش” قد أكد مواصلة دعم الجهود لالتئام أعضاء مجلس النواب في أسرع وقت، ودعم الجهود الرامية إلى الاتفاق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات في ديسمبر 2021 والتي ينبغي التسريع بها.
وفي هذا السياق تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للعملية السياسية في ليبيا، وتوجيه تحذيراتها للمعرقليين للعملية السياسية، حيث صرح السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” خلال لقائه بالمبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا “يان كوبيش” الثلاثاء، بدعم الولايات المتحدة الأمريكية خارطة بعثة الأمم المتحدة، واتخاذ الخطوات المؤدية إلى انتخابات ديسمبر القادم، وعقد جلسة مجلس النواب في أقرب وقت؛ لمنح الثقة للحكومة المعينة.
الدعم المحلي
رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان كان قد أشاد بتوصل فريق الحوار السياسي لتسوية سياسية للخروج من حالة الانسداد السياسي، مؤكدا التمسك بالحوار كطريق للخروج من الأزمة.
وأوضح صوان أن الوضع يتطلب المضي قدما؛ لإقرار التشكيلة الحكومية الجديدة لمعالجة الأزمات الراهنة وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي المقرر في 24 ديسمبر 2021، داعيا إلى التكاتف معا والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يدفع نحو الفوضى، والاستفادة من هذه الفرصة والعمل سويا؛ من أجل استكمال ونجاح هذا المسار.
دور النواب والأعلى للدولة
وتشهد ليبيا في هذه الاثناء مشاورات وجلسات؛ لبحث التئام أعضاء مجلس النواب للتمكن من إعطاء الثقة للحكومة الجديدة التي ينتظر منها تسهيل الانتقال إلى الانتخابات في موعدها المحدد في ديسمبر 2021.
كما ينتظر من النواب والمجلس الأعلى للدولة التوافق على القاعدة الدستورية القانونية، وواضحة لتنظيم الانتخابات في آجال زمنية محددة.
الدور الأبرز للمفوضية
وبمجرد اعتماد التشكيلة الوزارية وانتهاء لجنة صياغة الدستور من الاتفاق على تقديم الدستور لليبيين لإجراء الاستفتاء عليه، ينبغي للمفوضية العليا للانتخابات الاستعداد؛ لتسهيل إجراء الانتخابات عبر العمل على المنظومة الرقمية للناخبين.
كما يجب على المفوضية التخلص من كافة المعوقات التي قد تواجه المفوضية أثناء الاستحقاق الانتخابي، كعملها على التوعية، ومجالات التدريب، والانتهاء من الإجراءات الإدارية، وضمان سير العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي وبكل شفافية ونزاهة.
الحكومة
وعقب مرور أكثر من أٍسبوعين على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا يبقى الأمر بيد الحكومة الجديدة بالتعاون مع المجلس الرئاسي؛ للعمل على تسهيل الوصول للعملية الانتخابية المقررة في ديسمبر العام الحالي، الذي يرتكز دورها بالتحديد، على تحقيق الانتخابات في موعدها المحدد، وإزالة كافة العوائق الأمنية والسياسية والاقتصادية؛ لتمكين الليبيين من الوصول لهذا اليوم التاريخي.
كما يتطلب الأمر من الحكومة ضمان انتهاء مخرجات الحوار العسكري، وإخراج المرتزقة حتى تتمكن المفوضية من العمل في كافة المناطق في كل ليبيا بشكل سلس وآمن، وضمان عدم توقف العملية الانتخابية في بعض المدن؛ بسبب هجمات أمنية أو غير ذلك، بالإضافة إلى ضمان سير العملية الانتخابية بشكل شفاف ونزيه وديمقراطي.