لا يكاد يخلو تقرير أممي حول ليبيا منذ عام 2015 من اتهام حفتر باستجلاب مرتزقة إلى ليبيا؛ لمساندته في فرض السيطرة على ليبيا، مع ارتفاع مؤشر المرتزقة المستعان بهم عند هجومه على طرابلس في أبريل 2019.
حيث تضمنت التقارير إحصائيات ووثائق وصور عن أعداد المرتزقة بين سوريين وسودانيين ومرتزقة الفاغنر الروس، إضافة إلى تورط الدول المساهمة في إرسالهم إلى ليبيا، والدول التي تدفع مرتباتهم وتمكنهم من أراضيها للتوجه نحو ليبيا.
2016 البداية
بداية زواج المصلحة بين حفتر والمرتزقة بدأ عام 2016 حيث كشف تقرير خبراء الأمم المتحدة حينها استعانة حفتر بحركة المعارضة السودانية؛ للاستيلاء على الحقول والموانئ النفطية، وطرد إبراهيم الجضران منها.
وكانت حكومة الوفاق قد اتهمت دولة الإمارات بإرسال مليشيات سودانية في عام 2017؛ لمساندة حفتر بالتنسيق مع قوة التدخل السريع، التي سحبتها من اليمن، ووصلت فيما بعد قاعدة في مدينة ترهونة.
إماراتيون يعذبون معارضي حفتر
وفي عام 2018 قال خبراء الأمم المتحدة إن ضباطا إماراتيين في قاعدة الخادم الإماراتية ممن استعان بهم حفتر لإدارة عملياته العسكرية عذبوا محتجزين ليبيين بشكل ينتهك حقوق الإنسان.
مرتزقة الجنجويد
حيث أظهر تقرير كان قدم لمجلس الأمن متعلق بالسودان في فبراير الحالي، استعانة حفتر بعدد من المرتزقة من الحركات السودانية، وتسليمهم بطاقات متطوعين.
ووفق تقرير سابق فإن ألف جندي سوداني من قوات الدعم السريع تم نشرهم في ليبيا في 25 يوليو 2019 بأمر من “محمد حمدان دقلو” حيث استعان حفتر بفصائل سودانية، أبرزها فصيل عبدالواحد بـ200 مقاتل، وجيش تحرير السودان- مني ميناوي بـ300 مقاتل، وتجمع قوات تحرير السودان بـ500 إلى 700 مقاتل، بالإضافة إلى مرتزقة من دولة تشاد، والتي تقدر أعدادهم بـ700 مرتزق.
كما أظهرت التقارير دور هذه الجماعات الدارفورية في سيطرة حفتر على سرت 2019، وكانت هناك أدلة سابقة أشارت إلى وجود مرتزقة سودانيين حاربوا مع حفتر في عدوانه على طرابلس.
روس وسوريون
اسم مرتزقة الفاغنر أصبح مقترنا بميليشيات حفتر بشكل كبير، حيث استعان حفتر بهذه المرتزقة، ونشرت الجزيرة في مايو العام الماضي تقريرا يؤكد تورط حفتر بالاستعانة بالفاغنر حيث دعمت حفتر في حربه، وحسب المصدر، فإن التفاصيل التي وردت بوجود ما بين 800 و1200 من المرتزقة من مجموعة فاغنر في ليبيا لدعم حفتر منذ عام 2018، بينهم 39 قناصا روسيا على الأقل في الخطوط الأمامية.
كما أن الفاغنر ساعدت حفتر في شن حربه على العاصمة طرابلس 2019، ونشرت منظومات جوية في قاعدة الوطية، بالإضافة إلى زرعها الألغام في جنوب طرابلس وسرت، واحتلالها الموانئ النفطية في وقت سابق ، وتجولها في مدينة سرت.
كما أن شركة الفاغنر متورطة في تجنيد مرتزقة سوريين؛ للقتال مع حفتر من مناطق مختلفة، وإرساالهم إلى ليبيا عبر شركة أجنحة الشام من قاعدة حميميم بسوريا، حيث قدرت أعدادهم وفق تقرير أممي بنحو 1200 مرتزق.
تورط شركة جديدة
وفي آخر تقرير أممي حول المرتزقة كشف تقرير أممي سري جديد عن استعانة حفتر بشركة “بلاك ووتر” بدعمه في عدوانه على طرابلس بمرتزقة وطائرات مسيرة هجومية، منتهكا حظر الأسلحة على ليبيا.
كما أضاف التقرير أنه تم نشر المرتزقة الأجانب في شرق ليبيا عام 2019، وشُكلت منهم مجموعات؛ لملاحقة القادة الليبيين وقتلهم، عبر استخدام قوة كوماندوز خاصة للأسماء التي تم تحديدها كأهداف محتملة، بتكلفة بلغت 80 مليون دولار.
كما أن صفقة سرية كانت قد أعدت لشراء طائرات ” كوبرا” من الأردن، حيث توجه شخص مقرب من “إريك” للأردن؛ لإخبارهم بأن عمله مصادق عليه من أعلى الجهات ، الأمر الذي لم يقتنع به الجانب الأردني وأوقف على أثره الصفقة.