لازالت المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها خليفة حفتر تعاني من انفلات أمني واسع، وعدم قدرة ما شكله من أجهزة ومليشيات على ضبط الأوضاع واستقرارها في تلك المدن .
لكن هذ الانفلات الذي قاسى ويلاته الليبيون خلال السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة تعداهم ليصل العمالة الأجنبية التي دخلت البلاد؛ طلبا للرزق ولقمة العيش، فقد كثُرت في الآونة الأخيرة عمليات القتل والخطف والاعتداء على المواطنين والعمالة الأجنبية .
اختطاف وابتزاز
مسلحون مجهولون اختطفوا في الـ 23 من يناير الجاري 10 مصريين بمدينة طبرق، مطالبين بفدية نقدية تقدر بـ أكثر من 100 ألف جنيه مصري على كل شخص، وإلا سيتعرضون للقتل.
أهالي المختطفين أكدوا، بحسب موقع اليوم السابع المصري، أن سائق الحافلة التي أقلت الشباب هو من أخبرهم بعملية الاختطاف داخل الأراضي الليبية، وانتشرت على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لأهالي المختطفين الذين أكدوا تعرض أبنائهم للتعذيب والشتم من الخاطفين .
قتل وتعذيب
وفي ذات السياق عُثِر في الـ 16 من يناير الجاري على جثة، عليها آثار تعذيب وضرب، تعود لشاب مصري دخل عبر طريق الهجرة غير الشرعية للعمل بليبيا .
أهالي منطقة “القعرة” شرق مدينة طبرق استدلوا على هوية الشاب من بطاقته، حيث تبين أنه يدعى عادل سامي أحمد عبدالمحسن سعدة من أم الرزق السلام بمركز شربين التابع لمحافظة الدقهلية، وهو من مواليد عام 1991م، بحسب موقع بوابة الوطن الالكتروني المصري .
مصدر بـالهلال الأحمر الليبي أكد لـ “الوطن” أن العثور على جثث لمصريين وعلى أجسادهم آثار تعذيب يتكرر كثيرا، مشيرا إلى أن الموضوع عادة ما يرتبط بخلافات مالية بين الشخص المهاجر بشكل غير شرعي والمهرب الذي يتولى إدخاله الأراضي الليبية.
انفلات أمني
اختطاف وقتل الأجانب بل والمواطنين الليبيين لم يعد شيئا غريبا في المناطق التي يسيطر عليها حفتر، والانفلات الأمني الذي تشهده أغلب مدن المنطقة الشرقية لم يعد خافيا على أحد فقد أقره خليفة حفتر نفسه، في الـ 4 من يناير الجاري، خلال لقائه برئيس وأعضاء الغُرفة الأمنية المشتركة التي شكّلها مؤخرا.
حفتر أكد، وبحسب صفحة مديرية أمن بنغازي بالفيسبوك، ضرورة منح الأجهزة الأمنية كافة الصلاحيات؛ لمنع مظاهر التسلح غير القانوني والجريمة.
وفي تدليل على فوضى المليشيات المسلحة التي تشهدها المدن التي يسيطر عليها حفتر قرر في الـ 4 من نوفمبر الماضي تشكيل غرفة أمنية لمدينة بنغازي برئاسة عبدالرازق الناظوري لإحكام السيطرة على مدينة بنغازي، وإخلاء العقارات المشغولة من الوحدات العسكرية والأمنية وبعض الأفراد سواء كانت أملاكا خاصة أو عامة.
