في سؤال وُجّه للسيد صوان حول ما يثار عن موقف الحزب من تناول دار الإفتاء للشأن السياسي.
قال: إننا نرفض استخدام رمزية دار الإفتاء والفتوى لدعم رأي أو موقف سياسي اجتهادي وتشويه آخر.
وقال رئيس حزب العدالة والبناء: إنهم يختلفون مع دار الإفتاء في السلوك الذي تنتهجه في طريقة التداخل مع الشأن السياسي، لافتا إلى عدم المزايدة على الحزب في قضية علاقة السياسة بالدين، مؤكدا أن الحزب لا يرفض تدخل الإفتاء في السياسة، ولكن يختلف مع دار الإفتاء في كيفية هذا التداخل.
وبيّن صوان، في تصريح له أثناء مشاركته في ندوة سياسية افتراضية، أن دار الإفتاء تمارس نوعا من الوصاية على ثورة فبراير، وتتناول الأحداث والمواقف السياسية الاجتهادية من منطلق الحلال والحرام، والحق والباطل، متجاهلة ما تفرضه طبيعة العمل السياسي من موازنات بين المصالح والمفاسد، والأولويات والإكراهات التي يقدرها السياسيون، فهم أهل الذكر في هذا المجال، وعلى المفتي أن يوضح أن هذا رأيه الخاص إذا أراد الحديث في مثل هذه المسائل التي تحتمل الاجتهاد السياسي، ولا يجعلها تختلط بالفتوى .
صوان دعا دار الإفتاء إلى التفرقة بين النظر في فقه الأحكام القطعية وفقه السياسة، رافضا استخدام رمزية الإفتاء ومنصب المفتي في تأييد رأي سياسي ومهاجمة غيره، مشيرا إلى أن هذا هو السبب وراء الهجوم الشديد والردود الحادة التي تعرّض لها المفتي، مؤكدا أنه لا يوافق عليها، وأنها آراء شخصية تعبر عن وجهات نظر أصحابها.
ومثّل صوان لمسلك دار الإفتاء بموقفها من اتفاق الصخيرات، حيث صرّح المفتي مرارا أن من شارك في حوارات هذا الاتفاق بأنهم (آثمون آثمون)، وأنهم جاءوا بحكومة عمالة ووصاية، وهو ما اعتبره تحريضا على المشاركين قد يؤدي إلى استهدافهم، وربما اغتيالهم.
وأكد صوان أن دار الإفتاء والمفتي استخدموا هذا الخطاب في عدة قضايا وأحداث ذات طابع يحتمل الاجتهاد السياسي، مثل الدعوة إلى التظاهر لنصرة أهل الحق بزعمها في قضايا اجتهادية، أو زيارة مسؤل لدولة معادية، أو التحرك في رتل للحماية وسط ظروف أمنية صعبة.
وأوضح صوان أن المفتي الدكتور الغرياني باستخدامه لميزان التحريم، والرمي بالإثم في قضايا سياسية تتعدد حيالها الآراء إلى خمس وجهات نظر أحيانا أو أقل أو أكثر فإنه بهذا السلوك يضيع رمزية الإفتاء، وتكون في موضع الانتقاد.
وختم صوان حديثه بدعوة المفتي إلى أن يُكوّن حزبا سياسيا إذا كانت له آراء ومواقف سياسية خاصة وأنه يصدر بياناته، ويدلي بتصريحاته في كل حدث سياسي، وله أنصار وتيار يدعمه، مشيرا إلى أن هذا الحزب ربما يكون للعدالة والبناء تعاون معه.