لا تدخل ميليشيات حفتر مكانا إلا وعاثت فيه فسادا وخرابا، وسرعان ما ينكشف لأهالي هذه المناطق زيف الشعارات التي يروج لها إعلام حفتر، وما ستجلبه هذه الميليشيات من أمن واستقرار.
فساد هذه الميليشيات طال مدن الجنوب، وتعالت المطالبات والمناشدات ضد أفعال هذه الميليشات والمرتزقة المساند لهم بعد تفاقم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها في حق أهالي هذه المدن والمناطق.
سبها وكر للجريمة
تعيش مدينة سبها حالة من الفوضى، وعدم استتباب الأمن بعد تسجيل عدة جرائم قتل وخطف دون القبض على الجناة، كان آخرها مقتل الحاج علي سعد المقرحي، والذي عثر على جثته غارقة بالدماء بالقرب من خزان حي عبد الكافي بالمدينة بعد تعرضه لوابل من الرصاص.
الناطق باسم التشكيلات المسلحة التابعة لمليشيات حفتر في سبها “على الطرشاني” اعترف بوقوع عدة جرائم قيدت أغلبها ضد مجهولين.
وأضاف “الطرشاني” في تصريح له أن حالات القتل والإصابة؛ جراء إطلاق الرصاص تسجل بشكل أسبوعي في المدينة، لافتا إلى أن هذه الحالات كلها جاءت نتيجة انتشار السلاح بين أوساط المجتمع، بما فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي أصبحت تستعمل بكثرة بين الأحياء المدنية.
العصيان المدني في هون
أهالي مدينة هون كسروا حاجز الخوف وخرجوا للمطالبة بخروج كافة مليشيات حفتر ومرتزقته والقصاص منهم بعد مقتل شابين على أيديهم من سكان المدينة.
ودعا الأهالي من مختلف الشرائح من أمام مقر المنطقة العسكرية التابعة لحفتر إلى عصيان مدني شامل، وغلق الطرقات وكل المحلات التجارية في المدينة حتى خروج المرتزقة من المنطقة.
وجاء تحرك أهالى هون بعد مقتل المواطن أيمن أبو قصيصة في اعتداء نفذه 18 مرتزقاً من الجنجويد، ورموا جثته على قارعة الطريق في الحي الصناعي بالمدينة
وهي المرة الثانية التي يخرج فيها أهالي هون ضد جرائم مرتزقة حفتر، فقد خرج الأهالي في يوليو الماضي منددين بمقتل المواطن زياد العربي أمام منزله برصاص من قبل مرتزقة الجنجويد السودانية.
انتفاضة سرت
وسبقت هذه الوقائع انتفاضة شعبية أخرى في مدينة سرت بعد ما قام الأهالي بقتل أحد عناصر مليشيا “الجنجويد” السودانية في جزيرة أبو هادي، رميا بالرصاص إثر محاولته سرقة منازل سكان المدينة.
وأصدر أعيان ومكونات اجتماعية من المدينة بيانا يستنكرون فيه حالة الانهيار الأمني والخدمي التي تعيشها المدينة المحتلة من قبل ميلشيات حفتر ومرتزقته منذ نحو عام.
هذه الانتفاضات والمطالب الشعبية لخروج المرتزقة والميليشيات من سرت ومدن الجنوب، تجد صداها في كل المنطقة، وتستقطب شرائح جديدة واسعة من مختلف الطبقات والفئات، ولعل الأمل الآن في تنفيذ ما اتفقت عليه اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 من إخراج كافة المرتزقة من البلاد في مدة لا تتجاوز الـ90 يوما.