بدأ قائد العدوان على طرابلس خليفة حفتر يترنح في المدن التي سيطر عليها ويتحكم بها بالحديد والنار، بعدما تقلص نفوذه في الخارج وأصبح خارج الحسابات الدولية والإقليمية.
هون تتظاهر ضد حفتر
فبعد تعالي الأصوات المعارضة لإفعاله وأفعال أبنائه الصبيانية في المنطقة الشرقية، خرج أهالي هون في مظاهرات حاشدة تطالب بخروج قواته والمرتزقة من المنطقة، التي عاتو فيها فسادا، ونهبوا أهلها وزرعوا الرعب في نفوسهم.
أهالي هون، اقتحموا مقر ما يعرف “بقيادة المنطقة العسكرية في المنطقة الجنوبية” التابعة لحفتر؛ نتيجة مقتل أحد المواطنين بالمنطقة من قبل مرتزقة حفتر بالإضافة إلى تكرار الاعتداءات على الأهالي هناك.
وطالب الأهالي بالقصاص العادل من قاتلي أبنائهم، وأعلنوا عصيانا مدني حتى خروج مرتزقة الروس والجنجويد من المنطقة بشكل نهائي.
تموين من أجل الإسكات
وقبل هون، بدأ التململ من ضنك العيش في سرت يطفح على السطح؛ بسبب الحصار التي تفرضه مليشيات حفتر ومرتزقته على المدينة، ومنع التموين والأدوية والوقود من الدخول إلى المدينة.
وإن ما شعر حفتر بحدوث طفرة من الأهالي قد تخلط الأوراق، استنجد باتباعه وأرسل شاحنات الوقود والتموين وغاز الطهي إلى المدينة، في حدثا حاول التسويق إليه بأنه المنقذ التي يريد الاستقرار في المدينة.
تقلص النفوذ الدولي
أما دوليا فقد أضحى التخلي الدولي عن حفتر جلياً حتى من أكبر داعمي روسيا ومصر، اللذان نفضوا حفتر بشكل واضح وفتحوا أبواب التواصل مع حكومة الوفاق على مصرعيها.
وبعد انقطاع لأكثر من 6 سنوات، زار وفدي مصري العاصمة طرابلس؛ لفتح قنوات تواصل وإعادة العلاقات مع حكومة الوفاق وإنهاء القطيعة المستمرة منذ سنوات، بينما دعت روسيا وزير الخارجية محمد سيالة لبحث العلاقات والاتفاقيات بين البلدين، وسيعقبها زارة وزير الداخلية فتحي باشاغا إلى موسكو؛ لبحث التعاون بين البلدين.
كل المعطيات التطورات المحلية والدولية أصبحت تصب في اتجاه الخلاص من حفتر، وإخراجه خارج المشهد السياسي والعسكري في ليبيا، عبر دعم الحوار والتسوية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا.