أثارت زيارة الوفد المصري رفيع المستوى، الذي ضم وكيلي وزارة الدفاع والخارجية ونائب رئيس جهاز المخابرات طرابلس العديد من ردود الأفعال الإيجابية والحذرة.
وعدّ مراقبون هذه الزيارة مؤشرا واضحا على تغير سياسة مصر تجاه الأزمة الليبية بعد ضلوعها المباشر في دعم تمرد حفتر على الحكومة الشرعية في أبريل 2019، التي انتهت بهزيمته في يونيو الماضي.
مؤشر واضح
الكاتب الصحفي علي أبو زيد اعتبر أن هذه الزيارة تعد مؤشرا واضحا على تغير السياسة المصرية تجاه ليبيا، مضيفا أن “مصر تبحث اليوم عن تأمين مصالحها في طرابلس بعد أن كانت تحصرها في مشروع حفتر”
وأشار أبو زيد، في تصريح للرائد، إلى أن مصر عبر زيارتها تؤكد أنها تدعم التسوية السياسية التي سيكون من أبرز نتائجها توحيد المؤسسات، وزيارة طرابلس تأتي؛ تمهيدا لإنجاح هذا المسعى.
إنهاء القطيعة
وقال الكاتب عبد العزيز الغناي: إن الدور المصري الإيجابي مهم بشكل كبير في حيثيات الوضع الليبي، وأن هذه الزيارة أنهت مرحلة القطيعة، وبدأت مسيرة التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، لافتا إلى أن صمود قوات الجيش وهزيمة حفتر هي المسبب الرئيسي لهذه الزيارة.
وأضاف الغناي، في تصريح للرائد، أن لهذه الزيارة ما بعدها من خطوات إيجابية، وتابع “لن أكون متفائلا أكثر من اللازم، وأقول: إن مصر تخلت عن حفتر، لكنني أتوقع الكثير من هذه الزيارة.”
إعادة تموضع
ورأى المحلل السياسي وليد ارتيمة أن ما رشح عن زيارة الوفد المصري يحمل مؤشرات إيجابية بعد طول فترة توتر.
وتابع ارتيمة، عبر صفحته بالفيسبوك، أن تركيبة الوفد وتوزيعه بين مستوى حكومي ثانٍ ومخابراتي تجعل منه فريقا ذا طبيعة استكشافية وجس نبض، وليس وفدا يحاور، وأنه قد جاء لهدفين الأول: هو محاولة تعزيز التوجه المصري الأخير الذي بدأ في التحرك لموقع جديد في ليبيا يقترب به من الأجندة الامريكية، والثاني: هو تحسس الأوضاع من الأرض، وتلمس الموقف في طرابلس، وهذا شغل المخابرات، وفق تعبيره