تعيش مدينة سرت منذ سيطرة ميلشيات حفتر عليها في يناير الماضي أوضاعا معيشية سيئة ونقص كافة الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
فبينما يقف أهالي سرت في طوابير طويلة؛ للحصول على الوقود والسيولة المفقودة من المدينة يجول المرتزقة الروس والسوريون في أرجاء وأحياء المدينة، ويحتلون المدارس والمطار، بل وصلت بهم الدرجة للاعتداء على الأهالي.
أعيان سرت اشتكوا لقائد المليشيات المعتدية خليفة حفتر من تصرفات ميليشياته والمُرتزقة، وتردي الأوضاع المعيشية، وتهميش مكونات المدينة من المناصب والمسؤوليات، فما كان الرد عليهم إلا بما أسماه المجلس التسييري المعين من قبل حفتر بـ “المكرمة”، وهي عبارة عن شاحنات تحمل الحليب والشاي والوقود.
هدية مجانية
المجلس التسييري سرت المعين من حفتر برئاسة “سالم عامر” طالب أهالي المدينة باستقبال شعبي لما أسماها هدية مجانية من حفتر للمدينة.
المجلس دعا الأهالي لاستقبال “هدية حفتر” بجزيرة مدخل سرت، وهي عبارة عن شاحنات تحوي إمدادات وقود وغاز طهى، وسلعا تموينية وأدوية ومعدات طبية مقدمة من حفتر، بحسب المجلس.
استهجان للمنشور
منشور المجلس التسييري لقى استهجانا كبيرا في صفحة المجلس على “فيسبوك”؛ لطلبه من الأهالي الخروج لاستقبال هذه القافلة، واستجداء احتياجاتهم وحقوقهم من حفتر، ووصفها بالهدية المجانية، وكأن حفتر يتصدق على أهالي المدينة من جيبه الخاص.
وكتب “السنوسي الهادي” على حائط منشور المجلس: “أسلوب دعائي أجوف وغير منطقي لسلة معونات هي في الأصل كانت يجب أن تكون من اختصاصكم كمجلس بلدي مع حكومة الثني…احترموا عقول الناس “.
وعلق أحد المتابعين باسم ” العابد الزاهد “على المنشور “نعاهدك بالاحتفال نهار تعوضوا المنازل المدمرة، وتلموا شتات الوطن، وتوحدوا البلاد بعدها نردحوا للصبح! معقولة منزلين بيان ومكلفين أنفسكم تدعو عرب سرت للاحتفال بحقوقة؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله “
انتظار التنفيذ
إعادة الحياة الى طبيعتها في سرت يتطلب حاليا تنفيذ مخرجات الاتفاق الموقع بين طرفي اللجنة العسكرية 5+5 القاضي بإجلاء المرتزقة وفتح الطرق ونزع الألغام.
اللجنة العسكرية اختارت مدينة سرت لعقد أولى جلساتها بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غدامس، واتفقت في 12 من نوفمبر المنصرم على بدء إخلاء الطريق الساحلي بمسافة تسمح بمرور آمن للمواطنين، ونشر قوات شرطية تتبع وزارة الداخلية؛ لتأمين المدينة، وإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المنطقة المستهدفة بفتح الطريق الساحلي وتجميعهم في طرابلس وبنغازي؛ للبدء في مرحلة تالية بمغادرتهم الأراضي الليبية.
أهالي سرت ينتظرون تنفيذ هذه المُخرجات على أمل إنقاذ المدينة من تردي الأوضاع الخدمية والأمنية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.