يبدو أن الجهود المستمرة لوزير الداخلية فتحي باشاغا في تحييد القاهرة، التي تعد أبرز داعمي حفتر، وسحب بساط دعمها له قد بدأت تؤتي أكلها أكثر من أي وقت مضى، وبالأخص إثر هزيمة حليفها التقليدي، وفشله في السيطرة على العاصمة طرابلس.
مصدر مطلع أكد لشبكة الرائد الإعلامية خبر زيارة وفد مصري رفيع المستوى يضم وكيلي وزارتي الدفاع والخارجية ونائب رئيس المخابرات المصري الأحد للعاصمة طرابلس؛ للقاء الأطراف الفاعلة في المنطقة الغربية.
هذه الزيارة هي الأولى من نوعها من الحكومة المصرية للعاصمة طرابلس منذ عام 2014، وتأتي كذلك بعد أسابيع قليلة من زيارة باشاغا بدعوة رسمية للقاهرة في نوفمبر الماضي، التي بحث فيها التعاون المشترك على الصعيد الأمني، وتوحيد الجهود لمواجهة خطر الإرهاب والجريمة المنظمة، بحسب بيان للوزارة.
زيارة باشاغا لم تكن الأولى فقد سبق أن زار القاهرة في 2017، كما عمل أيضا على حل أزمة المصريين العالقين في ترهونة في يونيو الماضي، واستطاع إرجاعهم إلى بلادهم.
الدعوات الرسمية لباشاغا من الدول التي ساندت حفتر لم تتوقف فقد سبق أن زار الوزير فرنسا في نوفمبر الماضي، والتقى مع وزيرة الجيوش الفرنسية “فلورنسي بارلي”، واصفا اللقاء بــ”المثمر”، موضحاً أن “اللقاء يأتي في إطار تعزيز التعاون الأمني المشترك بما يعزز استقرار البلدين والمنطقة ككل”، بحسب تغريدة على حسابه الرسمي.
كما تلقى باشاغا دعوة رسمية أخرى من ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، ونائب وزير الخارجية؛ لزيارة روسيا خلال شهر يناير القادم.
زيارة الوفد المصري تتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” رفقة رئيس أركانه في أول زيارة لمسؤول تركي لطرابلس ولقائه بعدد من مسؤولي حكومة الوفاق، وعلى رأسهم باشاغا بعد تمديد مهام القوات التركية في ليبيا 18 شهرا.
فهل بدأت الدول الداعمة لحفتر في إعادة حساباتها بعد فشل مشروع حفتر العسكري؟