• لا أحد من المسؤولين الإيطاليين كذّب ما أرودته “لاربيبليكا”، ثاني أكبر صحف البلاد، والأكثر قربا من تيار يسار الوسط الحاكم
• مستشارو السراج انتظروا 20 ساعة على تناول الخبر في وسائل الإعلام المحلية والدولية ليكذِّبوه
أكد مصدر مقرب من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج صحة ما نقلته صحيفة “لاربيبلوكا” الإيطالية عن رسالة طلب السراج نقلها لحفتر، يقترح فيها عليه أن يسمي رئيسا للحكومة من المنطقة الشرقية مقابل أن يحتفظ السراج بمنصب رئيس المجلس الرئاسي.
واستغرب المصدر، في حديثه للرائد، تكذيب بعض مستشاري السراج الخبر بعد أكثر من 20 ساعة على تناقله في مختلف المؤسسات الإعلامية الدولية والليبية، محدثة ضجة كبيرة وسط أنصار الشرعية الذين صدوا العدوان على العاصمة.
“لاربيبليكا” ثاني أكبر صحيفة يومية في البلاد، قالت الاثنين، إن السراج حل بروما منتصف الشهر الجاري في زيارة خاصة رفقة زوجته وسكرتيره الخاص، وطلب من رئيس الحكومة الإيطالي نقل رسالته لحفتر، وهو ما فعله كونتي خلال لقائه حفتر في بنغازي نهاية الأسبوع الماضي؛ للإفراج عن الصيادين الإيطاليين المعتقلين هناك.
“لاربيبليكا” التي توصف بقربها الشديد من تيار يسار الوسط الحاكم في إيطاليا، نقلت أيضا عن مسؤولين إيطاليين قولهم: إن المقترح الذي قدمه السراج لحفتر غير قابل للتنفيذ، وتواجهه ألف عقبة تحول دون تجسيده، أولها أن حفتر نفسه لن يقبل أن يعين رئيس حكومة قوي من الشرق حتى لا يكون منافسا له، ولا يمكن أن يكون رئيس حكومة ضعيف؛ لأنه لن يحقق شيئا على الأرض، كما أن احتمال نجاح رئيس حكومة من الشرق في مهمته داخل العاصمة طرابلس أمر صعب جدا دون وجود اتفاق شامل تشارك وترضى به كل الأطراف، حسب تعبير المسؤولين الإيطاليين، وهو ما يعني أن الحل لا يكون في صفقة سرية بين شخصين كما اقترح السراج لحفتر.
ولم يكذب رئيس الوزراء الإيطالي “كونتي” أو أي من المسؤولين الإيطاليين الخبر الذي أوردته “لاربيبليكا”، وهو ما يعني في العرف الإعلامي والسياسي تعزيز وتصديق ما أوردته الصحيفة، ولم يكن بإمكانهم التزام الصمت لو كان الخبر غير دقيق؛ لأن الصحيفة الإيطالية ذكرت تفاصيل الشخصيات والمكان والزمان الذي تنقلت فيه رسالة السراج إلى حفتر من طرابلس إلى روما، ثم بنغازي، ما يوحي أن المصدر الذي سربه للصحيفة جد مطلع، ومن داخل سرايا حكومة كونتي.
وفي سياق متصل أكد عضو بالمجلس الأعلى للدولة رفض الكشف عن اسمه للرائد أن المجلس عقد جلسة بخصوص هذه الواقعة، مستغربا إنكار محيط السراج لهذه الأخبار.
