تعيش مدينة سرت حالة من الفوضى وسوء في المعيشة بعد سيطرة مليشيات حفتر عليها في يناير الماضي، وإدخال مرتزقة “الجنجويد” و “الفاغنر” واحتلالهم لمرافق المدينة .
وسيطرت المليشيات والمرتزقة على مراكز المدينة، وأصبحوا يتجولون بحرية داخل أحيائها ووصل بهم الأمر إلى التعدي على المواطنين، ومحاولة نهب أرزاقهم بالقوة، الأمر الذي اضطر الأهالي للدفاع عن ممتلكاتهم فسقط قتلى ومصابون من الأهالي ومن المرتزقة في عدة مرات كان آخرها أمس الجمعة، حيث قتل أهالي المدينة مرتزق “جنجاويدي” في جزيرة أبوهادي؛ بسبب محاولته سرقة منازل سكان المدينة.
مكونات سرت تشكو الظلم
بيانات مكونات وأعيان القبائل في مدينة سرت ضد التهميش والظلم التي تعانيه المدينة، خير دليل، وثورة أهالي جزيرة بوهادي ضد المرتزقة، وقتل أحدهم حاول سرقة محل بيع في المدينة بعد الاعتداء على أصحابه، أمثلة علنية.
قبيلة “القذاذفة” دعت، في أغسطس الماضي، أبناءها للانسحاب من صفوف مليشيات حفتر، وتوعدت بمواجهته ما لم يستجب لمطالبها، وطالب “المجلس الاجتماعي” للقبيلة بإبعاد المرتزقة الذين استجلبهم حفتر عن مناطقها عن مدينة سرت.
كما شدد بيان صادر عن القبيلة على ضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين من أبناء سرت، وتسليم من اقتحموا البيوت من “المجرمين والمرتزقة”، والمتورطين بقتل المواطن “ناصر عويدات” دهساً بإحدى العربات العسكرية، بعد هجوم كتيبة “طارق بن زياد” التابعة لحفتر على الحي رقم 3 وسط المدينة.
آمال معقودة
يعقد أهالي سرت الآمال على نجاح هده التسوية السياسية لإنقاذ المدينة من تردي الأوضاع الخدمية والأمنية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.
اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اختارت مدينة سرت لعقد أولى جلساتها بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غدامس واتفقت اللجنة في اجتماع عقدته في المدينة في 12 من نوفمبر المنصرم على بدء إخلاء الطريق الساحلي بمسافة تسمح بمرور آمن للمواطنين، والمباشرة بنزع الألغام والمخلفات الحربية المتفجرة بالتعاون مع الأمم المتحدة من هذا الطريق والمساحات المحددة في هذه المرحلة.
كما اتفقت اللجنة على إخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من المنطقة المستهدفة بفتح الطريق الساحلي وتجميعهم في طرابلس وبنغازي؛ للبدء في مرحلة تالية بمغادرتهم الأراضي الليبية.
انتهاكات مرصودة
ومن جهتها وثقت منظمات حقوقية من بينها منظمة “رصد الجرائم الليبية” اختطاف 20 مدنيا في مدينة سرت منذ دخول ميليشيات حفتر إليها، محملة في بيان صادر عنها في يناير الماضي، ميليشيات حفتر المسؤولية القانونية الكاملة لكل الانتهاكات الحقوقية التي تحدث في سرت.
وأكدت المنظمة تلقيها عددا من الشكاوى من المواطنين حول عمليات خطف واعتقال تعسفي، ومعلومات عن جرائم احتجاز غير قانوني واقتحام ميليشيات حفتر لمنازل المواطنين، إلى جانب عمليات ترهيب للمدنيين والتضييق على الحريات العامة والخاصة.
ضحايا الألغام
أدى زرع ميليشيات حفتر ومرتزقته الألغام في المدينة، يونيو الماضي، إلى مقتل مواطنين من سكان وادي جارف جنوب غربي مدينة سرت؛ جراء انفجار لغم أرضي.