دائما ما تقمص قائد العدوان الفاشل على طرابلس خليفة حفتر دور المفسد في أي موقف يدفع لإصلاح حال البلاد، فهو يسعى جاهدا لإفشال الحوارات منذ إعلانه ما يعرف بعملية “الكرامة” وإدخال البلاد في صراع دموي؛ بغية الوصول للسلطة عسكريا.
بداية الافساد
في مارس 2019 أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا السابق غسان سلامة موعد الملتقى الوطني الجامع لجمع الليبيين على كلمة سواء، وحدد الفترة من 14 إلى 16 أبريل موعدا لانعقاده؛ بغية الوصول إلى خارطة الطريق التي طرحتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عام لحل الأزمة الليبية.
وحينها سخّر حفتر كافة إمكانياته القتالية لإفشال الحوار عبر تحريك كامل مليشياته لبدء العدوان قبل الحوار في 4 أبريل 2019، مستعينا بدعم دول معادية للسلام عبر دعمه بأحدث الآليات والمعدات العسكرية ومرتزقة متعددة الجنسيات؛ بغية السيطرة على كامل المنطقة الغربية للوصول للسلطة.
انهزام حفتر
بالرغم من تحشيدات حفتر إلا أن انهزامه في عدوانه جعله يجرّ أذيال الخيبة والمهانة في يونيو 2020 من كامل المنطقة الغربية تاركا وراءه نزوح أكثر من 300 ألف مواطن، ودمار للممتلكات الخاصة والعامة وخسائر اقتصادية ضخمة؛ نتيجة إغلاقه للموانئ والحقول النفطية تجاوزت 9 مليارات دولار، بحسب تقرير المؤسسة للنفط في أكتوبر 2019.
حوار تونس لتسمية حكومة جديدة
بعد الهزيمة انطلقت جولات من الحوار لحل الأزمة الليبية سياسيا برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا آخرها حوار تونس الذي انطلق في نوفمبر الماضي، حاول حفتر إفشاله عبر قتل المحامية والناشطة حنان البرعصي في شوارع مدينة بنغازي أمام مرأى ومسمع الكل بدم بارد من قبل مليشياته.
قبيل إعلان البعثة رسميا نتائج التصويت على آلية اختيار أعضاء الحكومة الجديدة في 5 ديسمبر الحالي انسحبت عضو لجنة حوار تونس جازية شعيتر عن برقة، حيث أكدت مصادر للرائد أن انسحابها جاء نتيجة تلقيها عدة تهديدات من قبل حفتر وأبناءه.
تقدم محرز حاول إفساده
وعند التقدم المحرز التي تحقق في جلسة الحوار وترقب للجلسة الحاسمة غدا لاختيار آلية السلطة التنفيذية، حرك حفتر ميلشياته في منطقة أوباري بالجنوب الليبي بقيادة المبروك سحبان أحد قادة العدوان على طرابلس؛ بغية السيطرة على معسكر “تيندي”، الذي مُني هو الآخر بالفشل بعد تحشيدات كبيرة لقوات الجيش الليبي.