ضغط متزايد من أعضاء في الإدارة الأمريكية لتطبيق حظر بيع وتوريد الأسلحة المفروض على ليبيا من قِبل مجلس الأمن وذلك للإسهام في نجاح التسوية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في البلاد منذ مؤتمر برلين في يناير الماضي.
هذا الضغط تمثّل في رسالة أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو يطالبونه فيه احترام حظر الأسلحة على ليبيا، بالإضافة إلى مشروع قانون في مجلس النواب يمنع بيع طائرات أمريكية بدون طيار للإمارات
حظر توريد الأسلحة.
الأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي “كوري بوكر- وبيرني ساندرز- وجين شاهين” وهم أعضاء في الحزب الديموقراطي الذي وصل مرشحه جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعثوا في 10 نوفمبر الجاري برسالة إلى وزير الخارجية داعين فيها الى احترام حظر الأسلحة على ليبيا باعتباره ضروريا لإنجاح ملتقى الحوار السياسي المنعقد حاليا في تونس.
رسالة أعضاء الكونغرس التي نشرتها جريدة واشنطن بوست، أكدت إن التزامات الدول بالتوقف عن تزويد أطراف ليبية بأسلحة متطورة لم تتبعها أفعال، حيث إن دولا مثل روسيا و والإمارات، وغيرهما تواصل انتهاك حظر الأسلحة.
وفي ذات السياق عبّر أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم من دعم الإمارات لحفتر، وتحدثوا عن رحلات طيران إماراتية إلى مناطق خاضعة لسيطرته وترتيبات إماراتية لإدخال أكثر من 1000 مرتزق إلى ليبيا من السودان.
أسلحة ومرتزقة
منظمة هيومن رايتس ووتش كشفت في أغسطس الماضي عبر تحقيق مطول تجنيد الإمارات لحراس أمن سودانيين للعمل في ليبيا دعما لحفتر من قبل شركة بلاك شيلد للخدمات الأمنية.
كما ذكر تقرير الأمم المتحدة أن الامارات اتفقت مع قوات الدعم السريع السودانية “الجنجاويد” على إرسال 1000 جندي للمشاركة العمليات العسكرية التي يقودها حفتر.
من جهته أعلن المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب في مارس الماضي، رصدها وصول 3 طائرات شحن عسكرية من طراز “اليوشن” قادمة من الإمارات، إلى إحدى القواعد بمدينة المرج بعد أن وصل عدد طائرات الشحن الإماراتية إلى 40 طائرة خلال شهر فبراير.
الديمقراطيون في مجلس النواب كانوا قدموا مشروع قانون من شأنه أن يفرض شروطًا على الإمارات قبل بدء عملية بيع 18 طائرة دون طيار مسلحة بقيمة تقارب 2.9 مليار دولار لأبوظبي مذكرين بحادث قصف الكلية العسكرية بالعاصمة طرابلس، التي قالت تقارير دولية إنها نفذت بطائرات دون طيار إماراتية.
حادث الكلية العسكرية
شبكة بي بي سي البريطانية نشرت تحقيقا أثبتت خلاله تورط الإمارات في قصف طلاب الكلية في يناير الماضي حيث أكدت الشظايا الموجودة في محيط الانفجار أن القصف كان بصاروخ (بلو أرو7) وأن طائرة (وينغ لونغ) صينية الصنع هي الطائرة الوحيدة القادرة على إطلاق صاروخ (بلو أرو 7)، وقد وثّق التحقيق وجود هذا النوع من الطائرات المسيرة في قاعدتي الجفرة والخادم المسيطر عليها من قبل الامارات.
تقرير ممنوع
من جهة أخرى حثت الرسالة وزارة الخارجية الأميركية إلى اتخاذ خطوات لنشر تقرير الأمم المتحدة الأخير حول إمدادات الأسلحة التي منعت روسيا والصين الإفراج عنه؛ فقد دعت ألمانيا في سبتمبر الماضي روسيا والصين الى السماح بنشر التقرير الذي يتكلم عن انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وقال نائب سفير ألمانيا في الأمم المتحدة غونتر سوتر بأنه يجب تسمية من ينتهكون الحظر على الأسلحة بشكل صارخ وتحميلهم المسؤولية وفضحهم.
تحذير لواشنطن
منظمة العفو الدولية حذرت، في 9 نوفمبر الجاري من أن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات العربية المتحدة قد تجعل واشنطن مسؤولة عن المزيد من وفيات المدنيين في ليبيا.
وأضاف أحد مسؤولي المنظمة فيليب ناصيف أنهم قد تحصلوا على أدلة كثيرة تفيد بأن الإمارات استخدمت طائرات دون طيار مسلحة في ليبيا لاستهداف المنازل المدنية والمرافق الصحية، بما في ذلك المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف رغم أنها محمية بشكل خاص بموجب القانون الدولي الإنساني.