بعد منافسة شرسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أُعلن فوز مرشح الحزب الديمقراطي “جو بايدن” على الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ليصبح الرئيس الـ 46 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
فوز “بايدن ” جاء بعد أربع سنوات من سياسات ترامب المثيرة للجدل، سياسيات انعكس تأثيرها على ليبيا التي عاشت فترة حروب وتدخلات خارجية وصلت لتواجد آلاف المرتزقة على أراضيها في ظل غياب رؤية أمريكية للأزمة الليبية، لكن السؤال المطروح الآن هل تملك إدارة “بايدن” سياسية مغايرة لإدار ترامب أم أن الوضع سيبقي على ماهو عليه؟
مرتبط بأحداث
الكاتب الصحفي علي أبوزيد يرى أن الموقف الأمريكي لن يتغير كثيرا من الأزمة الليبية بعد تولي “جو بايدن” رئاسة أمريكا، فهو مرتبط بأحد ثوابت السياسية الخارجية الأمريكية الرافضة للوجود الروسي العسكري بشمال أفريقيا وضفاف جنوب المتوسط.
وقال أبوزيد في تصريح للرائد، إنه قد يحدث فيما يتعلق باعتماد واشنطن على شراكة أوروبية أكثر من تعويلها على الموقف التركي – وفق قوله-.
تقليم أظافر
ومن جانبه قال الكاتب عبد العزيز الغناي: إن تولي بادين للرئاسة سيكون له تأثير غير مباشر على ليبيا، أي من الممكن قيام بايدن “بتقليم أظافر” بعض الدول الإقليمية المتدخلة في ليبيا.
وأضاف الغناي في تصريح للرائد أنه من بين هذه الدول تحديدا الداعمة لحفتر، والتي استغلت لوبياتها في إدارة ترامب لمحاولة تسويق حفتر كحاكم لليبيا بقوة السلاح، مشيرا إلى الضغط على الدول الخليجية الداعمة لحفتر لكف يدها عن ليبيا سيكون أمراً إيجابيا بكل تأكيد – حسب تعبيره-.
وأوضح الغناي أنه حسب مواقف بايدن فهو لا يتمتع بعلاقة طيبة مع الرئاسة التركية ما قد يؤثر بطريقة ما على التوازن الإقليمي بصورة عامة، متوقعا ألا تكون ليبيا من أولوياته خاصة مع تردي العلاقات التجارية الأمريكية الصينية، وإشكاليات الاتفاق النووي مع إيران وموقف الإدارة السابقة من اتفاقية باريس للمناخ.
التغيير ممكن
وقال المحلل السياسي محمد غميم إنه في العادة السياسة الامريكية لاتتغير كثيرا بتغير الرئيس، فهي ليست مبنية على مواقف انقلابية، وانما مؤسسات راتبة ومصالح واضحة.
وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أن الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” يعرف ليبيا جيدا وسبق له أن زارها من قبل عندما كان عضوا فى الكونغرس، لافتا إلى أن السياسة الأمريكية محكومة بمؤسسات تتوزع فيها السلطة أفقيا بين التشريعي والتنفيذي والقضائي.
وأوضح غميم أن التغيير ممكن بطبيعة الديمقراطيين المائلة للتنظير والنقاش أكثر من الاندفاع والصدام وبطبيعة “جون بايدن” الهادئة ربما سيكون هناك احترام أكثر لموضوع حقوق الإنسان والحريات ورفض توغل وتوحش الديكتاتوريات، وهذا ممكن ويساعد فى تحجيم بعض الأدوار فى المنطقةالعربية، وبالأخص فى بعض الدولة العربية التي تسعي لاستمرار الفوضى فى ليبيا، وفق قوله .
ونوه غميم إلى أنه في حال أردنا أن نستفيد من المشهد الجديد فى أمريكا فعلينا أن نتجاوز خلافاتنا، ونصل لتسوية تقنع الجميع بأننا قادرون على إدارة بلدنا والتواصل من أجل دعم استقرارها والنهوض بها، وعندها سنستطيع أن نستفيذ من الرئيس الجديد وباقي الفواعل فى المشهد الأمريكي حسب تعبيره .