لايزال آمر المحاور بالقوات الخاصة التابعة لحفتر محمود الورفلي حرا طلقيا منذ إصدار محكمة الجنايات الدولية في الـ15 من أغسطس 2017، مذكرة قبض بحقه؛ لارتكابه جرائم حرب، وإعدامه مواطنين بلا محاكمات.
ورغم مطالبة المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية “فاتو بن سودا” حفتر كل مرة بتسليمه، إلا أن هذا الأخير ماطل، وتحجج، بل رقّاه في يوليو 2019 إلى رتبة مقدم، وكلفه بقيادة أحد مليشياته خلال العدوان على العاصمة .
إلا أن “بنسودا” في مطالبتها الأخيرة بتسليم الورفلي تجاهلت حفتر، بل طالبت من رئيس مجلس نواب طبرق تسليمه للعدالة الدولية في وقت يواجه حفتر أيضا اتهامات بجرائم حرب في محاكم أمريكية .
مطالبة عقيلة
ودعت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية “فاتوا بنسودا” رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح بتسهيل تسليم الورفلي وحثت “بنسودا” جميع الدول على تذكير عقيلة، والقيادي في مليشيات حفتر ونيس بوخمادة، باتخاذ جميع الخطوات اللازمة؛ للقبض على الورفلي، وتقديمه للمحكمة.
وأكدت “بنسودا ” في آخر تقرير لها أن محمود الورفلي أعدم عمدا 47 شخصا في بنغازي وضواحيها، خلال العمليات العسكرية المعروفة بـ “الكرامة” “بقيادة قائد الميليشيا في المنطقة الشرقية خليفة حفتر”.
وأوضحت “بنسودا” أن السلطات في بنغازي لم يسهلوا القبض على الورفلي، أو سلموه للمحكمة، ولم يتخذوا خطوات ملموسة؛ لمساءلته عن الجرائم التي ارتكبها.
جرائم ومطالبات متعددة
المحكمة الدولية سبق أن اتهمت الورفلي أيضاً بإصدار أوامر بارتكاب جرائم، شملت 33 شخصا، وقعت في الفترة الممتدة ما بين الثالث من يونيو 2016 أو ما قبله والـ17 من يوليو 2017، في بنغازي أو في مناطق محيطة بها.
وفي فبراير 2018 وضعت الشرطة الدولية “الإنتربول” الورفلي على لائحة المطلوبين لديها، ونشرت عبر موقعها الرسمي أمر التوقيف الصادر بحقه؛ بناءً على طلب من محكمة الجنايات الدولية؛ لارتكابه جرائم قتل خارج القانون.
وجددت المحكمة في نوفمبر 2019 مطالبتها أمام جلسة لمجلس الأمن بثلاثة آخرين من بينهم محمود الورفلي للمحكمة؛ لمحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها.
وفي ديسمبر من عام 2019، نبهت المحكمة الدولية حفتر بأنها تراقب هجومه على العاصمة طرابلس، حاثةً إياه على تسليم الورفلي، الذي عدته أحد مساعديه.
وفعلت الأمر نفسه الولايات المتحدة الأمريكية، فأدرجت في الـ11 ديسمبر 2019 الورفلي على قائمة عقوباتها؛ لتورطه بشكل مباشر أو غير مباشر في انتهاكات في ليبيا.
تورط حفتر
جرائم الورفلي الذي يعد أحد القيادات البارزة في مليشيات حفتر لم تأت دون أوامر مباشرة من رؤساءه فحفتر متورط رئيسي في هذه الجرائم، وهو الذي ظهر في شريط مصور يحث أتباعه على القتل في الميدان، حسب قوله، وعدم أسره أي أحد .
حفتر يواجه عدة قضايا في الولايات المتحدة رفعها ضده مواطنون ليبيون قامت مليشياته بقتل ذويهم وتعذيبهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم. كما يواجه حفتر تهما بارتكاب جرائم حرب خلال عداونه على طرابلس، وانكشاف المقابر الجماعية في ترهونة، التي انتشل منها أكثر من 75 جثة حتى الآن .
مطالبة الجنائية الدولية تتزامن هذه المرة مع انطلاق جولات الحوار الليبي في تونس، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف.