أعلن أعضاء الإخوان في مصراتة الاستقالة وحل الجماعة بالمدينة، بملء إرادتهم، بعد التحاور والتشاور، عقب تسويف قيادتها وتعطيل القرارات بعد المراجعات التي أقرت في المؤتمر العاشر للجماعة سنة 2015، ما دعاها لاتخاذ موقف تجاه هذه المماطلة، وأنهم لا يريدون أن يكونوا الشمّاعة التي يعلق عليها مشروع مصادرة حرية الليبيين وإخماد ثورتهم.
تحصيل حاصل
المحلل السياسي السنوسي إسماعيل أكد أن تنظيم الإخوان المسلمين بشكله التقليدي عملياً قد انتهى في ليبيا منذ سنوات، أما حل فرعي الزاوية ومصراتة فتحصيل حاصل؛ حيث لم يبق أساساً إلا شعار التنظيم، وتسجيله كجمعية في مفوضية المجتمع المدني.
وقال إسماعيل، في تصريح للرائد، أن هناك قرارا سابقا للمؤتمر العام للإخوان بحل التنظيم وتوجيه الأفراد ليمارسوا الدعوة عبر مؤسسات أو جمعيات كل حسب رغبته، أما النشاط السياسي فقد وجه المؤتمر بحرية الانخراط في أي حزب من الأحزاب السياسية أو ممارسة السياسة باستقلالية.
وأضاف إسماعيل أن هذه الأخبار جيدة؛ لأنها تسقط شماعة الإخوان التي يستخدمها أصحاب الأجندات المضادة للديمقراطية والدولة المدنية المنشودة.
أكثر نضجاً وإدراكاً
ومن جانبه، رأى الكاتب الصحفي علي أبوزيد، أن الاستقالات الجماعية لفرعي الجماعة في مصراتة والزاوية تؤكد أن قواعد الجماعة أكثر نضجاً وإدراكاً للواقع من قيادتها التي تماطل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمرهم العاشر في 2015، وهذه المماطلة أدت إلى مزيد بعدها عن المجتمع وانفصالها عنه وغياب دورها الإصلاحي والتنموي.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أنه باستقالة فرعي الزاوية ومصراتة وغياب وجود فاعل في الشرق الليبي، وعدم وجود دور مجتمعي واضح داخل طرابلس للجماعة، فإن بقاءها ليس إلا بقاءً لمجموعة من أصحاب المصالح الخاصة، الذين لا أعتقد أنه سيكون لهم أي دور إلا توفير حجج للآخرين لممارسة الاستبداد والإقصاء السياسي.
خطوة مسؤولة ووطنية
ومن جانبه، قال المدون عمر أبوقرين شويشيوة، إن استقالة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصراتة، وحل التنظيم في المدينة هو خطوة مسؤولة ووطنية وتطور إيجابي.
وأكد أبوقرين، في منشور عبر صفحته الرسمية، أنه على الجميع قبول ذلك؛ لتقوية المشهد السياسي الوطني داخل مصراتة في مواجهة التحديات الكثيرة التي سعت وتسعى لتفتيت المجهود السياسي للمدينة.
قرار صائب وسليم
وفي ذات السياق، أكد المدون علي فيدان، الخميس، أن قرار الاستقالة الجماعية لتنظيم الإخوان بمدينة مصراتة هو قرار صائب وسليم حتى وإن تأخر، على أمل حلّ التنظيم على كامل الأراضي الليبية.
وقال فيدان، في منشور على حسابه الرسمي على الفيسبوك، أن الجماعة ليست ركنا من أركان الإسلام، وحلها ليس مسّا بقدس الأقداس، مشيرًا إلى أنه عندما يُثقل الكاهل دون جدوى وجب التخفيف من الأحمال، وليس بالضرورة أن ما كان بالأمس يتلاءم مع متطلبات اليوم.
وأضاف فيدان أن الجماعة لا مستقبل لها في ليبيا، وليست بيئتها الخصبة مع احترامي لأعضائها.