منذ إعلان حفتر عدوانه على المناطق الغربية والجنوبية، ارتكبت ميليشياته أفظع الجرائم الإنسانية حيال المدنيين، حتى بعد هزيمته وفرار فلول ميليشياته ومرتزقته من كافة المناطق الغربية في 5 من يونيو الماضي، ضمن نجاحات “عاصفة السلام” التي أطلقها الجيش الليبي في مارس الماضي، ولازال إلى اليوم يجني ثمارها.
الاستمرار في اكتشاف المقابر الجماعية في المدن التي وقعت تحت قبضة مليشيات حفتر، حيث أعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين انتشلت، الأحد، 12 جثة من 5 مقابر جماعية اكتشفتها بترهونة ليرتفع عدد الجثث المنتشلة منها لأكثر من 100 جثة في 16 مقبرة.
محاسبة المسؤولين
طالب حزب العدالة والبناء النائب العام والجهات ذات الاختصاص بالإسراع في تحديد كافة المسؤولين عن جرائم المقابر الجماعية في ترهونة وتقديمهم للعدالة، ومحاسبتهم على ما ارتكبوه في حق الليبيين، والكشف عن مصير باقي المفقودين.
واستنكر الحزب، في بيان رسمي له، الاثنين، المقابر الجماعية في ترهونة، واصفا إياها بالجرائم البشعة التي تقشعر منها الأبدان، وتخالف كل الأديان والأعراف والقوانين، مستحضرًا في بيانه حجم الألم الذي مر بالضحايا وذويهم، ومازال يمر بعدد كبير من أهالي المفقودين.
ودعا الحزب وزارة الخارجية إلى إحالة التقارير اللازمة للمؤسسات الدولية المختصة ومتابعتها؛ لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، مطالبًا محكمة الجنايات الدولية والجهات الدولية باتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن ملاحقة كل من تورطوا في هذه الجرائم.
شاهد على الجُرم
وقال عضو مجلس النواب عمر غيث، إن العثور على المزيد من المقابر الجماعية في ترهونة شاهد على جرم وهمجية العصابات التي كانت تسيطر على المدينة، وتحالف حفتر معهم ودعمهم بالمال والسلاح دليل على جرمه.
وأضاف غيث، في تصريح للرائد، الاثنين، أن على حكومة الوفاق تكثيف جهودها من أجل أن ينال المجرمين الجزاء العادل، وان تحرص على عدم إفلات المجرمين من العقاب وتنسيق جهودها من محكمة الجنايات الدولية.
جرائم ضد الإنسانية
من جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، الثلاثاء، إن المقابر الجماعية المكتشفة في ترهونة، تعد جرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن تحركات وزارة الخارجية غير متناسبة مع فظاعة هذه الجرائم.
وأضاف كرموس، في تصريحات للرائد، أنه كان من المفترض أن يثار هذا الأمر في كل محفل دولي، وأن تتم مخاطبة جميع الجهات بضرورة ملاحقة المجرمين ومعاقبتهم ومساءلة الدول الداعمة لهم.
وأوضح كرموس أن السلطات المحلية قامت برصد هذه الجرائم وتوثيقها، ويتعين على الحكومة متابعة هذا الموضوع على الصعيد الدولي، وفي جميع الجهات الدولية المعنية.
دلالات قطعية
ومن جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للدولة بلقاسم دبرز، الثلاثاء، إن فرق الإنقاذ لازالت تكتشف كل يوم مقابر جديدة في أماكن سيطرة “تنظيم الكرامة الإرهابي” مما يعطي دلالة قطعية على مسؤولية حفتر وأتباعه المتواجدين في الرجمة.
وأضاف بلقاسم، في تصريح للرائد، كما أنه لا يعفى من هذه المسؤولية رئيس نواب طبرق عقيلة صالح، وجزء من تكتله البرلماني، وكذلك حكومة عبد الله الثني، وهو ما ستبينه الملاحقات القانونية مستقبلا.
كما أشار دبرز إلى أن هناك منظمات حقوقية وجهات اخرى توثق وتتابع وستتم الملاحقة عاجلا او آجلا.
