بالتزامن مع إعلان حوار برلين المزمع انعقاده، غدا الاثنين، سادت طاولة المفاوضات الداخلية إجراءات عدة، ووصفت باستعادة الثقة بين الأطراف الليبية، فبعد فشل عدوان حفتر على كامل المنطقة الغربية فتحت أبواب التواصل بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، وزارت وفود من المنطقة الشرقية مصراتة؛ لتغليب صوت العقل والمصالحة الوطنية.
حفتر استبدل الحل العسكري منكسرا مهزوما راكضا لإحلال المفاوضات على طاولة الحوار كإجراءات للتهدئة بعد الخسائر المادية والبشرية التي تعرض لها لأكثر من عام على أسوار طرابلس، بارزا في أولى المفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين، وفتح خطوط المواصلات الجوية والبرية التي أغلقت نتيجة عدوانه.
بعد مماطلة
حفتر وبعد مماطلته وتحت الضغط قرر الإفراج عن المعتقلين المدنيين عبر إعلان المدعي العام العسكري لدى حفتر في 4 أكتوبر الحالي الإفراج عن 82 مدنيا محتجزا من درنة منذ سنتين قضوا مدة الحجز دون محاكمة قضائية على أي من التهم الموجهة إليهم، وقال المدعي العسكري: إن قرار الإفراج جاء من حفتر، وليس بأمر قضائي.
عملية الإفراج جاءت بعد عرض المعتقلين على النيابة العسكرية، بحسب وكالة الأنباء الليبية بنغازي، خلافا للقانون الليبي الذي ينص على اختصاص النيابة المدنية بالتعاطي مع المدنيين.
أعيان المنطقة الشرقية إلى مصراتة
قبل حفتر بضغط من قبائل وأهالي المنطقة الشرقية، بعد زجّه بأبناء المنطقة الشرقية الذين قدّر قتلاهم بـ7 الآف، بحسب ناطق مليشيات عملية الكرامة أحمد المسماري، بالسماح لوفد من أعيان ومشايخ المنطقة الشرقية بزيارة مدينة مصراتة؛ للتباحث حول ترتيبات مبادلة الأسرى والمحتجزين.
وشدد أحد أعيان برقة فرج العبدلي، خلال اللقاء الذي جمع وفدا مصراتة وبرقة، على ضرورة الابتعاد عن المصالح الشخصية، وأهمية جمع الشمل، وإصلاح ذات البين.
فتح الموانئ النفطية وانسحاب الفاغنر
توقف حفتر عن تعطيل إنتاج وتصدير النفط، معلنا التزامه بإخراج مرتزقة الفاغنر من المنشآت والموانئ النفطية التي اتخذتها مدة أشهر ملاذا آمنا بعد تحصنها بداخلها وحفر خنادق لعشرات الكيلومترات حول بعض أهم الحقول.
المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت رفعها القوة القاهرة بعد مغادرة مليشيات حفتر ومرتزقة الفاغنر حقل الشرارة النفطي في 11 أكتوبر الحالي، شرط أن يلتزم حرس المنشآت النفطية بإنهاء جميع العراقيل التي تواجه حقل الشرارة.
لاتزال نقاط أخرى مهمة تحت التفاوض خاصة ضبط قوائم الأسرى، والكشف عن مصير المختطفين الذين تم تصفيتهم منهم، ووقف التصعيد والتهديد الحربي، وفتح المطارات المدنية المغلقة في الجنوب، والمواصلات البرية إلى سرت والجفرة وما بعدهما.