لاتزال أزمة انقطاع الكهرباء ساعات طويلة تؤرق جفن المواطن رغم كل الوعود التي قطعتها شركة الكهرباء، والمسؤولون في الرئاسي؛ لتحسين الوضع خلال الفترة الحالية.
ومع انقضاء فصل الصيف وانخفاض درجات الحرارة فإن موسم الذروة في طلب الطاقة قد قل لمستويات كبيرة، وفي انتظار أن يؤدي ذلك إلى تحسن وضع الكهرباء، وتخفيف ساعات طرح الأحمال إلا أن كل ذلك لم يحدث، بل زادت الأزمة سوءا مع حدوث عدة إظلامات على الشبكة أدت الى انهيارها عدة مرات.
وعود السراج
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج تعهد منذ أسابيع بتحسين وضع الكهرباء، والعمل على حلحلة المشاكل.
وأضاف السراج، خلال خلال كلمته للشعب بعد المظاهرات الغاضبة ضد أداء الحكومة، بأن الشركة تسعى لتفعيل عقود وإنشاء محطات كهربائية متعاقد عليها، بالإضافة للعمل على إدخال 1000 ميجاوات للشبكة خلال 4 أشهر؛ لتقليل العجز.
1000 ميجاوات
وفي ذات السياق فإن دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء سبق لها أن صرحت بأن هناك قرابة ألف ميجاوات ستدخل على الشبكة الكهربائية في المنطقة الغربية منتصف الشهر الحالي ستساعد على تحسين الوضع.
وأوضحت الدائرة، في تصريح للرائد، أن الألف ميجاوات ستدخل منها 500 ميغاوات في مشروع استعجالي بالخمس، و200 ميجاوات في محطة الزاوية، ومثلها في مصراتة، مشيرا إلى أن هناك وحدة تحتاج إلى قطع غيار في الزاوية ومصراتة ستدخل على الشبكة بقدرة 400 ميجاوات، وستسد العجز الكبير بقرابة النصف.
ومع قرب مضي شهر سبتمبر إلا أن وضع الكهرباء وساعات طرح الاحمال بقيت على ما هي عليه رغم تبريرات الشركة واعتذاراتها.
تبرير واعتذار
الشركة العامة للكهرباء عزت ما تمر به العاصمة طرابلس من زيادة في ساعات طرح الأحمال لعدة أسباب منها الإصابات التي لحقت بالخطوط الهوائية المغذية لمحطات العاصمة؛ بسبب الاشتباكات المسلحة، وتأخر أعمال الصيانة؛ بسبب الألغام ما اضطرها إلى تغذية المدينة من الشبكة الغربية عن طريق كوابل 220ك ف ما أدى ذلك إلى تضررها؛ نتيجة التحميل عليها لمدة طويلة.
وأضافت الشركة أنه نتيجة لعطل الكوابل الأرضية فإنها اضطرت إلى جلب جزء من الطاقة للعاصمة من الشبكة الغربية، والجزء الآخر من الشبكة الوسطى، لكن طول مسار نقل الطاقة يؤثر سلبا على تغذية طرابلس، ويتسبب في زيادة ساعات طرح الأحمال.
وبينت الشركة أن هذا الإجراء مؤقت لتوفير أقصى ما يمكن توفيره من الطاقة لطرابلس، وأنها تعمل على مدار 24ساعة؛ لصيانة الخطوط الهوائية والكوابل الأرضية المتضررة.
أما في المنطقة الشرقية فتصل ساعات طرح الأحمال إلى أكثر من 12 ساعة يوميا؛ نتيجة عدم قدرة محطات التوليد الكهربائية على العمل؛ بسبب انقطاع الوقود عنها بعد إقفال ميليشيات حفتر الحقول والموانئ التي يأتي منها وقود المحطات.
لكن الشارع سئم هذه التبريرات مع انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن العشرين ساعة يوميا في ظل انتشار فيروس كورنا في البلاد، والوضع المعيشي المتردي الذي يعيشه الليبيون؛ جراء إغلاف حفتر للنفط منذ يناير الماضي ، وقدعبر مرارا عن امتعاضه من تردي الخدمات الأساسية في البلاد عبر مظاهرات غاضبة اجتاحت عدة مدن ليبية.