غياب ملامح الدولة المدنية في كامل المنطقة الشرقية فاقم جميع الأوضاع المعيشية للمواطن بعد سيطرة جميع مؤسسات الدولة الخدمية العامة والخاصة من قبل مليشيات حفتر التي تعامل المواطن وفق قرارات عسكرية تحرمه من حقوقه وواجباتها.
عسكرة المنطقة الشرقية وفق أهواء قائد ما يعرف بعملية الكرامة حفتر وحاشيته يستبيحون جميع مقدرات المناطق الواقعة في نطاقهم بما يخدم أهوائهم ومصالح، فقد منع حفتر ومليشيات وتحكم بمرتبات المواطن وعلاجه الصحي والكهرباء والاملاك العامة والخاصة وفق تبعيات معينه للولاءات التي تعبر عن الخضوع والخوف.
اسقاط أجسام الدولة
10 سبتمبر كان يوما واعدا وحافلا بخروج شباب مدينة بنغازي وعدد من المدن بالمنطقة الشرقية منددين بسوء الخدمات التي تقدمها اجسام الدولة مطالبين بإسقاط جميع أجسام الدولة التي عجزت عن تقديم الخدمات للمواطنين.
المحتجون أكدوا في بيان لهم ان خروجهم جاء للمطالبة بحقوقهم الطبيعية تحقيقا للعدالة الاجتماعية نظير تضحياتهم منذ عشر سنوات، موضحين ان هناك غياب التام لكافة مؤسسات الدولة متمسكين بسقوط جميع أجسام الدولة التي عجزت عن خدمة المواطنين.
المحتجون أوضحوا في كلمات لهم تناقلت مقاطع فيديو تم تداولها بشكل مباشر عبر منصة “الفيس بوك” انهم مستاؤون من تردي هذه الأوضاع المعيشية مشيرين لاستنزاف المبالغ المالية من أجل جلب المرتزقة منهم السوريون.
إغلاق الطرق
وعبر المحتجون عن غضبهم بإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة بنغازي والمناطق القريبة بإشعال النيران في الإطارات معلنين عن عدم رضاهم على الأوضاع المعيشية الحالية من انقطاعات متكررة للكهرباء وانعدام السيولة المالية بالمصارف وتدني الخدمات بالقطاعات الأساسية مثل قطاع الصحة.
المواطنين في المنطقة الشرقية لم يجدوا مكانا أمنا يلجؤون إلي طوال السنوات الماضي ولم تساندهم أي المؤسسات والجهات التي تدعى بتوفير الامن بالرغم من وجود كم هائل من محاضر السطو والاخفاء القسري والقتل وغيرها حتى لجأ في العديد من المرات لطلب المناشدات العاجلة للتدخل عبر مقاطع فيديو تم تحميلها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
