وتستمر الانتهاكات بحق المنشآت النفطية المصدر الأساسي لرزق ومعيشة الليبيين، فمن الإغلاق إلى العسكرة، إلى توطين المرتزقة داخلها المؤسسة الوطنية أعلنت ، اليوم الاثنين، استياءها الشديد من استمرار عسكرة الحقول التابعة لها، بعد أن قام المدعو المبروك سحبان، آمر مايعرف بالمنطقة العسكرية الجنوبية التابع لحفتر، وبرفقة ميليشياته بدخول حقل الشرارة التابع لشركة أكاكوس للعمليات النفطية، عنوة السبت الماضي، متجاهلين الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الشركة لوقاية العاملين فيه من فيروس كورونا.
وإثر ذلك سجلت حالة إصابة بفيروس كورونا تعود لأحد الموظفين الأجانب العاملين بالحقل، نتيجة مخالطته لعناصر من ميليشيا سحبان؛ بسبب تواجدهم الدائم وغير المنضبط بالورشة التابعة للحقل من أجل صيانة وإصلاح مركباتهم الآلية، وفق بيان المؤسسة.
ونعت المؤسسة لاحقا وفاة العامل بحقل الشرارة ولتر پاركو (فلبيني الجنسية) متأثرا بإصابته بفيروس كورونا؛ نتيجة مخالطته لأفراد من ميليشيا سحبان والمرتزقة الأجانب الذين يتنقلون داخل الحقل وخارجه بشكل مستمر بالمخالفة ودون التقيد بالإجراءات الوقائية .
وأفادت المؤسسة بأن المجموعة التي اقتحمت الحقل، قامت بدخول السكن المخصص للموظفين والإقامة به، وطالبت إدارة الحقل بتوفير 150 وجبة للرتل المرافق لهم في ظل ما تمر به جميع شركات القطاع من تقشف ونقص شديد في الميزانية وعدم توفر الأموال؛ بسبب الإقفال القسري للحقول والموانئ النفطية.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، إنهم لا يمتلكون أي سلطة تمكنهم من تطبيق الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
وأوضح صنع الله أن إدارة شركة أكاكوس التي تدير العمل بحقل الشرارة، بصدد إخلاء الحقل وإيقاف العمليات به بالكامل، مما سيترتب عليه توقف إمدادات الوقود لمحطة أوباري الغازية، إضافة إلى تعرض الحقل للسرقة والنهب.
خسائر إغلاق الحقول والموانئ النفطية منذ يناير الماضي قد بلغت أكثر من 9 مليارات دولار، أي ما يعادل 24% من ميزانية العام، التي تمثل الرواتب النسبة الأكبر فيها نحو 24 مليار دينار.
المؤسسة سبق وأن اتهمت الإمارات بتعطيل استئناف النفط في يوليو الماضي بعد إعلانها رفع حالة القوة القاهرة عن الموانئ النفطية، ولا بوادر حتى الآن لإعادة تصدير النفط في وضع يعيش الاقتصاد الليبي وضعا كارثيا مع تفشي فيروس كورونا في البلاد.
تمدد ميلشيات حفتر في الجنوب جاء متزامنا مع تعطيل العملية الانتخابية البلدية في كل من القطرون وتراغن على يد ميليشيات تابعة له، ورصد قوات الجيش لأرتال مسلحة وصلت من الشرق إلى هون خليط من مرتزقة الجنجويد وعصابات فاغنر وسوريين ويمنيين على متن 112 آلية في إشارة تدل على استمرار حفتر والإمارات من وراه في عرقلة أي حل سياسي مستقبلي خاصة بعد هزيمته على أسوار طرابلس في السادس من يوينو الماضي.