لم يكن قائد ميلشيات الكرامة منذ إطلاق مشروعه العسكري ملتزماً بأي اتفاق أو تعهد، ولطالما سجلت عليه كل الانتهاكات والتجاوزات، بل وتجاوزه للسلطات الأعلى منه، التي رقّته ونصّبته وتولت رعايته.
ورغم محاولات رأب الصدع وحقن دماء الليبيين التي جاءت في بياني وقف إطلاق النار من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، والدعاوي الدولية لإنهاء الصراع لا يزال حفتر يحاول فرض واقع الحرب في سرت، ويحشد المرتزقة الذين استباحوا دماء الليبيين.
أرتال من المرتزقة
المتحدث باسم الجيش الليبي عقيد طيار محمد قنونو أكد رصد قوات الجيش لأرتال مسلحة وصلت من المنطقة الشرقية إلى مدينة هون وتجمعها في ثلاثة مدارس بالمدينة، وبأن تلك الأرتال هي خليط من مرتزقة الجنجويد وعصابات الفاغنر والسوريين واليمنيين على متن 112 آلية مسلحة.
قنونو أضاف، في بيان صادر عنه، بأن ميليشيات حفتر تجمع مئات من المرتزقة التشاديين والجنجويد السودانيين تتجمع في معسكر تدريب في مدينة زلة، وبأنهم رصدوا وصول 70 آلية مسلحة وشاحنات ذخيرة لمرتزقة الجنجويد إلى مدينة سرت خلال الساعات الأخيرة الماضية.
وأضاف قنونو بأن التعليمات صدرت من قيادة العمليات إلى كل وحداتهم البرية والجوية بالاستعداد التام، وبأن يبقوا أيديهم على الزناد؛ للتعامل والرد على مصادر النيران.
وكانت ميلشيات الكرامة وجماعات الفاغنر التابعة لها، حاولت قبل أيام وعند ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس الماضي، استهداف قوات بركان الغضب بأكثر من 12 صاروخ جراد، وفق بيان غرفة عمليات سرت الجفرة، الذي يعد اختراقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن يوم الجمعة 21 أغسطس.
ومن جانبه أفاد الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت الجفرة عبدالهادي دراه، بدخول 3 عربات جراد إلى منطقة بوهادي وتطويقها بالكامل من قبل المرتزقة الجنجويد التابعين لمليشيات حفتر.
وأكد دراه، في تصريحات صحفية، أن سبب حصار منطقة بوهادي، هو مطالبة قبيلة القذاذفة التي تسكنها، بسحب أبنائها من القتال في صفوف ميلشيات حفتر، موضحاً بأن المنطقة تعيش حالة من الاحتقان والتوتر، وأن حفتر يخشى من خروج الأوضاع عن سيطرته، بحسب قوله.
ومع تحركات حفتر رد القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج، بأن هذا التصرف من قبل ميلشيات الكرامة ليس بغريب عنها، وأنها قد أخلت بعديد الاتفاقات معنا في أكثر من مناسبة، وردنا يأتي في أمر عسكري لقوات الجيش بعدم التراخي، فالعدو لا أمان له.