في بعض حالات كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” قد يحتاج المريض أخذ مضادات لتخثر الدم لفترة ثلاثة أشهر، وذلك بسبب خطر الانصمام الرئوي Pulmonary Embolism، وذلك وفقا للجمعية الأميركية لعلم الدم American Society Of Hematology.
وتحت عنوان: كوفيد-19 والانصمام الرئوي.. الأسئلة المتداولة COVID-19 and Pulmonary Embolism: Frequently Asked Questions، كتبت الجمعية أن بيانات المراقبة المحدودة للغاية تشير إلى أن ما يصل إلى 15-39% من المرضى المصابين بعدوى كوفيد-19، والذين يحتاجون إلى تهوية ميكانيكية mechanical ventilation، يعانون من انصمام رئوي أو تخثر وريدي عميق (DVT).
والانصمام الرئوي هو انسداد في أحد الشرايين الرئوية الموجودة بالرئتين. في أغلب الحالات، ينتج عن الجلطات الدموية التي تنتقل إلى الرئتين من الأوردة العميقة في الساقين أو من أوردة بأجزاء أخرى من الجسم (الخثار الوريدي العميق) في حالات نادرة.
ونظرا لأن الجلطات تعوق تدفق الدم إلى الرئتين، يمكن أن يشكل الانصمام الرئوي خطرا على الحياة. وذلك وفقا لـ موقع مايو كلينيك.
أما التخثر الوريدي العميق DVT) deep vein thrombosis) فيحدث عند حدوث جلطة دموية (تجلط) في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة بالجسم، وعادة ما يكون ذلك في الساقين. ويمكن أن يسبب ألم أو تورم الساق، ولكن يمكن أن يحدث أيضا بدون أي أعراض. وذلك وفقا للموقع السابق.
ويضف “مايو كلينيك” أنه يمكن أن يحدث الخثار الوريدي العميق إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة تؤثر على كيفية تجلط الدم. ويعتبر هذا حالة خطيرة نظرا لأن الجلطات الدموية في أوردتك قد تتحرر وتنتقل عبر مجرى الدم وتستقر في رئتيك مما يمنع تدفق الدم (الانصمام الرئوي).
علامات
وقالت الجمعية الأميركية لعلم الدم إن احتمالية الإصابة بالانصمام الرئوي تكون متوسطة إلى عالية في الأشخاص الذين يعانون من علامات أو أعراض الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، أو انخفاض ضغط الدم أو عدم انتظام دقات القلب غير المبرر، أو تدهور الحالة التنفسية غير المبررة، أو عوامل الخطر التقليدية للتخثر (على سبيل المثال، تاريخ تجلط الدم، والسرطان، والعلاج الهرموني).
وقدمت الجمعية الأميركية لعلم الدم توصيات بخصوص الاختبارات التي يوصى بإجرائها، مثل تخطيط الصدى الثنائي (bilateral compression ultrasonography ) للساقين، أو تخطيط صدى القلب، واختبارات تخثر الدم.
وتحت بند “ما هي مخاطر وفوائد مضادات التخثر العلاجية التجريبية لدى مرضى كوفيد -19؟” قالت الجمعية إن عدوى كوفيد-19 ترتبط بارتفاع معدلات المرض morbidity والوفيات بسبب فشل الجهاز التنفسي إلى حد كبير، وقد يلعب تجلط الدم الرئوي الوعائي الدقيق دورا مهما في الفسيولوجيا المرضية. وقد يؤدي وجود انصمام رئوي غير مشخص أو غير معالج إلى تفاقم حالة المرضى.
وأضافت أنه قد تقدم فائدة للتأثيرات المضادة للالتهابات للهيبارين heparin/LMWH (مضاد لتخثر الدم) وتمت الدعوة لاستخدام مضادات التخثر العلاجية التجريبية في بعض مرضى كوفيد-19 الذين ليس لديهم انصمام رئوي أو تخثر وريدي عميق (وقاية من حدوثها)
مثار جدل
ولكن الجمعية لفتت إلى أن هذا الأمر لا يزال مثار جدل لأن معدل الإصابة الحقيقي بالانصمام الرئوي أو التخثر الوريدي العميق بالمرضى الذين يتلقون علاج التخثر الوقائي pharmacological thromboprophylaxis لا يزال غير مؤكد، كما أن البيانات لنتائج مضادات التخثر العلاجية therapeutic anticoagulationt غير متوفرة. والتجارب السريرية الحالية التي تتناول هذا السؤال قيد العمل.
كما نبهت إلى ازدياد خطر حدوث نزف حاد لدى أولئك الذين لديهم عوامل خطر للنزف، مثل التقدم في السن أو (مرض) الكبد أو القصور الكلوي والتاريخ السابق للنزف.
وقالت الجمعية إنه في الحالات التي لا توجد فيها موانع لمضادات التخثر العلاجية، ولا توجد إمكانية لإجراء دراسات التصوير للتشخيص، تم اقتراح علاج منع التخثر التجريبي empiric anticoagulation في الحالات التالية:
المرضى الذين تظهر عليهم علامات سريرية ومخبرية مفاجئة تتفق بشكل كبير مع الانصمام الرئوي، مثل عدم انتظام دقات القلب.
المرضى الذين يعانون من علامات جسدية متوافقة مع تجلط الدم، مثل التهاب الوريد الخثاري السطحي أو نقص التروية المحيطية أو الزرقة أو تجلط مرشحات غسل الكلى أو الأنابيب أو القسطرة.
المرضى الذين يعانون من فشل في الجهاز التنفسي، خاصة عندما تكون مستويات اختبار دي دايمر D-dimer أو الفيبرينوجين fibrinogen (اختبارات لتخثر الدم) عالية جدا، والذين يشتبه بشدة في حدوث تجلط الدم أو تجلط الأوعية الدموية الدقيقة ولم يتم تحديد أسباب أخرى.
وقالت الجمعية إنه يجب إعطاء فترة لا تقل ثلاثة أشهر من النظام العلاجي لجميع المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 والذين بدؤوا في العلاج التجريبي empiric therapeutic لمضادات التخثر من أجل الانصمام الرئوي المفترض أو الموثق، وذلك بشرط أن يتحمل المريض العلاج بدون نزف خطير، مع إجراء فحوصات.
وبعد ثلاثة أشهر يمكن أن يتوقف العلاج، بشرط أن يكون المريض قد تعافى من كوفيد-19 وليس لديه عوامل خطر مستمرة للتخثر أو حالات أخرى تتطلب الاستمرار بعلاج منع تخثر الدم.
المصدر- الجزيرة