دعوات متكررة تطلقها المؤسسة الوطنية للنفط وتحذيرات من مغبّة عسكرة الموانئ النفطية واستخدامها ورقة في الحرب، وهو ما ينذر بتدمير قوت الليبيين إذا نشبت اشتباكات أو حدث قصف جوي للمرتزقة المتمركزين فيها.
انفجار مرفأ بيروت حمل المؤسسة الوطنية على دق ناقوس الخطر والتحذير من كارثة أسوأ من كارثة مرفأ بيروت؛ لما تحتويه الموانئ من مواد شديدة الخطورة قد تعصف بها وما جاورها وتحصد الأرواح والجرحى والدمار خلفها.
فبين دعوات المؤسسة الوطنية واستشعارها للخطر والدعوات الدولية لتفادي الحرب داخل هذه الموانئ ـ يلتزم المجلس الرئاسي الصمت عن الرد على هذه المخاطر وعسكرة الموانئ واحتلالها الذي مر عليه أشهر.
صمت له أسبابه
في هذا السياق، قال المحلل السياسي فرج دردور، إن حدوث انفجار مماثل لما حدث في بيروت أمر قائم؛ لما تضمه الموانئ من مواد مشتعلة، ومع تحشيد حفتر لقواته داخل الموانئ.
وأضاف دردور، في تصريحات للرائد، أن ليبيا في الحرب الماضية فقدت 11 خزانا لشركات مختلفة، وأن استغلال الموانئ واستخدامها عسكريا جعل منها خطرا على المنطقة والاقتصاد الليبي.
الملف لم يَعُد بيد الرئاسي
ومن جانبه، رأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير، أن الحرب لو اشتعلت في المنشآت النفطية فستكون مدمرة؛ إذ كل شيء فيها قابل للاشتعال والانفجار.
وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن تحذيرات صنع الله تذكر بشكل خاص غاز “الأمونيا”، وقد بيّن خطورته كما أن هناك غازات أخرى ومواد بتروكيماوية سيلوث احتراقها، على أقل تقدير، البيئة فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة.
وحول سبب عدم إبداء الرئاسي رأيه في الأمر، علل الكبير ذلك بخروج ملف النفط من يد الرئاسي كحفتر الذي أصبح مجرد واجهة محلية للروس الذين يسيطرون على النفط، بحسب الكبير.
الرئاسي لم يهتم بالملف
أما الكاتب الصحفي إبراهيم عمر فيوضح أن صنع الله ظل يحذر من تداعيات إغلاق الموانئ النفطية منذ ما يقارب 8 أشهر، بينما يتصرف المجلس الرئاسي وكأن لا علاقة له بالأمر، رغم علمه بعواقبها التي لم يضع لها خططا لمواجهتها.
وأضاف عمر أن الرئاسي لم يسمع منه أي تحرك محلي أو دولي تجاه توضيح وتبيان الأضرار التي قد تصيب المنشآت النفطية جراء إغلاقها على يد ميلشيات حفتر وتسليمها للمرتزقة الروس والجنجويد والإمارات، وما قد يحدث جراء ذلك من مآسٍ ستكون آثارها كارثية ـ لا قدر الله! ـ على الوطن وحياة الشعب ومستقبل أجياله.
وتساءل عمر كيف سيواجه المجلس الرئاسي الآثار والعواقب التي ما فتئ يحذر منها صنع الله؟! لا أحد يدري.